يصاحب الذكرى السادسة والستين للنكبة الفلسطينية، متغير ضخم وهو حالة من الوفاق الوطني التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، من المفترض أن تفضي الى تشكيل حكومة توافقية خلال أيام.
هذا الامر يحمل دلالة ايجابية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، على اعتبار أن حالة الوفاق ستمكن من الحفاظ على حق العودة، كما يرى الكثير من المراقبين.
وهذه المرة ستحمل فعاليات ذكرى النكبة 1948 شيئا من الأمل لدى شرائح جماهيرية عريضة خاصة أن المصالحة التي جرى التوقيع على تنفيذها في الثالث والعشرين من ابريل الماضي في غزة، ستأتي على بحث ملف منظمة التحرير بصفتها المخول ببحث الثوابت الفلسطينية كالقدس وحق عودة اللاجئين، والتي ما تزال تفاوض باسم الشعب الفلسطيني.
وكانت قد شهدت محطات ما يعرف بـ"مسيرة التسوية" التي خاضتها (م. ت. ف) اطروحات مختلفة كانت تهدف الى اسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، تارة بطرح مبدأ الوطن البديل الرامي لوجود دولة أردنية فلسطينية قاعدتها الجغرافية نهر الاردن بضفتيه الشرقية والغربية. وتارة بطرح توطين اللاجئين في سيناء، وأخرى بإعطاء تعويضات للاجئي الشتات. وجميعها حلول ترقيعية لفظها الشعب الفلسطيني.
وبالتالي فإن مزامنة الذكرى للمصالحة يعطي انطباعا بأن تقرير مصير اللاجئين الذي يزيد عددهم عن خمسة ملايين، لن يعد في يد فئة معينة من الشعب، وإنما سيشمل دائرة تمثيل اوسع لكل من الفصائل الفلسطينية المقرة في القرار بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، وبالتالي فإن الحق سيصبح مؤتمنا عليه اكثر من ذي قبل.
ولهذا دعا وزير الثقافة الفلسطيني محمد المدهون إلى ضرورة إجراء عملية إصلاح شاملة لمؤسسات منظمة التحرير وإجراء انتخابات للمجلس الوطني ، والتوافق على برنامج وطني شامل يحافظ على الثوابت ويتبنى المقاومة خياراً استراتيجيا لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني.
أما الكاتب خالد حسين، فيرى أن المصالحة في هذا الوقت رسالة هامة للشعب الفلسطيني بضرورة الاستفادة من أخطاء الماضي وتأسيس لمرحلة جديدة تصحح المسار وتعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية، والاصطفاف حول مشروع وطني جامع يكون قادر على توحيد فصائل العمل الوطني مع الحركات الإسلامية كحماس والجهاد، لتكون رافعة لإعادة القضية إلى حضنها العربي والإسلامي للانطلاق نحو الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين.
ويعتقد الكثير من المراقبين، أن أمر المصالحة المتزامن مع احياء ذكرى النكبة، سيكون له انعكاساته على صعيدا احياء الفعاليات الشعبية بداية والتئام الجمع نحو (علم فلسطين)، وثانيا أن الأمر سيكون بمثابة رد على التعنت (الإسرائيلي) بشأن المفاوضات الرامية الى اسقاط حق عودة اللاجئين.
في هذا الإطار أشار رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، إلى أن القوى الوطنية والإسلامية قررت أن تكون هناك فعاليات مشتركة بين كافة الفصائل. وقال أبو عوكل: "المختلف في هذا العام هو أن العلم الفلسطيني سيكون حاضرًا، والجميع سيضع يده بيد الآخر، كرسالة للاحتلال (الإسرائيلي) بأن قضية فلسطين هي قضية يُجمع عليها الشعب كله".