في ليلة أضاء بدر غزة السماء، ورست المراكب على شواطئ بحرها، نصب مركز بلدنا للثقافة والفنون ورابطة الفنانين الفلسطينيين في أوروبا "منصّة" في ميناء غزة، أمام النصب التذكاري لشهداء مرمرة، تكريمًا لأفضل تنويهٍ تلفزيوني (برومو) يجسد الحصار المفروض على القطاع.
اليوم هو الجمعة، وشاطئ بحر غزة مليء بالصغار والكبار والعائلات، والحفل بدأ بأولى فقراته حيث تلاوة القرآن، وفقرة النشيد الذي صدح بها الفنان فضل أبو نعمة وأصبح الجميع يردد معه "صامد يا دار.. صامد رغم الحصار..".
الابتسامات لا تفارق الصغار، والمتسابقون بات عدوهم الانتظار، فنصيبهم أن تكون النتيجة آخر فقرات الاحتفال.
رئيس مركز بلدنا للثقافة والفنون علي النزلي أوضح أن سبب انعقاد الحفل في ميناء غزة، "لأنه شهد المجزرة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية، وارتكب مجزرة مرمرة".
وقال إن الشعب التركي يمثل الوجه المشرق للتضامن مع غزة، وسبب المسابقة هو من أجل صياغة رأي عام عالمي لتعريفه بالانتهاكات "الإسرائيلية" وعلى رأسها الحصار المفروض على القطاع لأكثر من 7 سنوات.
وأشار النزلي إلى أن المسابقة التي نظمها مركزه حملت أسماء من تضامنوا مع قطاع غزة، مضيفًا أن " الجائزة الأولى كانت باسم شهداء مرمرة وقيمتها 2000$، والثانية باسم فيتوريو أريغوني وقيمتها 1000$ والثالثة باسم ريتشل كوري وقيمتها 500$.
وأوضح أن الحصار المفروض على قطاع غزة استهدف جميع مناحي الحياة، ومنها أن أكثر من 90% من مياه القطاع أصبحت غير صالحة للشرب.
وكانت "إسرائيل" قد ارتكبت مجزرة بحق أسطول الحرية التركي والذي عرف باسم "مرمرة" قضى على متن السفينة التي كانت متجهة لغزة في يونيو 2010 تسعة أتراك، وهو ما أحدث قطيعةً دبلوماسية بين تل أبيب وأنقرة".
رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والذي تحدث نيابة عن رابطة الفنانين الفلسطينيين في أوروبا بدوره قال إن المعركة مع الاحتلال تحتاج للإبداع، وهذه الشاكلة من المسابقات تعزز منه.
ولفت إلى أن الصورة تتحدث عن ألف كلمة، و" هذه الفعاليات تمكن الصحافيين من نقل المعاناة". وفق قوله.
وأكد عبده أن المواد المشاركة في المسابقة سيتم نقلها للمحافل الدولية والفعاليات التي يتم تنظيمها في أوروبا، لنقل صورة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 7 سنوات ويزيد.
وفي كلمته شدد محمد كايا مدير مؤسسة الإغاثة التركية بغزة ihh على بقاء الشعب التركي مع نظيره الفلسطيني وخاصة قطاع غزة حتى كسر الحصار المفروض عليه، واندحار الاحتلال "الإسرائيلي" عن أرضه.
وأوضح أن أسطول الحرية قدم قبل سنوات إلى غزة حاملًا في قلبه تحية الشعب التركي، مضيفًا " لم تكن المساعدات التي في السفن هي الأساس، الأهم من ذلك هو الترابط الأخوي الذي يحملونه في قلوبهم لأهل غزة".
وأكد كايا أن "هناك آلاف على استعداد لتقديم أرواحهم لغزة (..) منذ مجزرة مرمرة حتى اليوم والشعب التركي مستعد للوقوف بجانبكم لأنكم تنيبون عن الأمة في دفاعكم عن الأرض أمام الاحتلال".
وأعرب عن سعادته بتنظيم الفعالية بهذا اليوم معتبرًا أنه يوم وحدة فلسطينية، داعيًا التنظيمات الفلسطينية للعمل يدًا بيد لتحرير الأرض.
وأنهى كايا حديثه بالقول " أعيش في غزة منذ 5 سنوات، وأتمنى البقاء بها حتى تحرير كامل تراب فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي".
وانتهت فعاليات الحفل بالدبكة الشعبية التي بدأت تحجل على كلمات أنشودة "لكتب اسمك يا بلادي على الشمس إلي ما بتغيب.. لا مالي ولا اولادي على حبك ما في حبيب". وراية فلسطين ترفرف والعيون ترمقها.
وجاءت اللحظة التي انتظرها المشاركون، حيث صدح عريف الحفل بالأسماء التي جاءت على النحو التالي، الفائز بالمركز الأول صديق فلفل، والفائز بالمركز الثاني كل من محمد أبو شنب ومؤمن الطيبي، والفائز بالمركز الثالث إبراهيم العطلة.
(بعدسة: عبد الرحمن الخالدي)