قائمة الموقع

مدارس الكرفانات.. اكتظاظ طلابي ونقص المقاعد الدراسية

2009-09-01T11:29:00+03:00

عبدالحميد حمدونة – الرسالة نت          

لا يستطيع نضال الطالب في الثانوية العامة تنفس الهواء داخل فصله، بسبب اكتظاظ الطلاب في مدرسته هذا العام, بالإضافة إلى بعد المسافة بين منزله والمدرسة. فمقاعد الفصل مصممة لجلوس طالبين عليه، وبعد اكتظاظ الفصول يجلس ثلاثة طلاب على المقعد الواحد.

"اختنقت من أول يوم، لا أتحمل هذا الجو، وأنا طالب توجيهي علمي، يجب على الإدارة أن تسخر كل الإمكانيات كي تحل الأزمة".

بهذه الكلمات القليلة عبر نضال عن سخطه لما يحصل من اكتظاظ للفصل المتواجد فيه، وتابع:" لن تمنعني مشكلة الاكتظاظ من المواصلة تجاه النتيجة التي أطمح بها منذ وقت طويل والحصول عليها".

مدرسة أبو ذر الغفاري الثانوية للبنين التي لم تسلم من بعض شظايا الصواريخ الصهيونية، كانت مثالاً للمدارس المكتظة بالطلاب، بعد أن دمرت الحرب الأخيرة بعضا من المدارس المجاورة، فاضطر معظم الطلاب للتوجه إلى تلك المدرسة، لجاهزيتها للدراسة عن غيرها من المدارس الأخرى.

الأستاذ خالد حشيش مدير المدرسة قال لـ "الرسالة نت": من الصعب على الطلاب التأقلم مع هذا الوضع، فاكتظاظ الفصول يصيب إدارة المدرسة بالعجز عن تحقيق أهدافها ومخططاتها التربوية والتعليمية، مشيرا إلى استحالة  المدرس من السيطرة على خمسين طالبا في فصل لا تتجاوز مساحته 16 متراً مربعاً.

بعض الكرافانات التي صممت لتكون فصولا دراسية بديلا للمدارس المدمرة لم تلب المأمول لأنها تفتقر لسوء التهوية المناسبة، كما أن بعض المدارس النائية في مناطق متفرقة من القطاع يصعب الوصول إليها.

شبابيك المدرسة تهشمت جراء انفجارات الحرب العنيفة، وشوارع المدرسة رملية، والقطاع مقبل على فصل شتاء، فستصبح الأرض وحلاً ، ولن يستطيع الطلبة الجلوس في فصولهم بسبب البرد القارص.

مدرسة المستقبل الخاصة شرق مدينة غزة استبدلت الفصول الإسمنتية  بالكرافانات, فهي لا تختلف تماما عن سابقتها، فحالها أسوأ بكثير إذ أن طلابها يشكون من الاكتظاظ وسوء المكان.

إدارة المدرسة تنتظر بفارغ الصبر فتح المعابر التجارية، ودخول مواد البناء اللازمة، حتى يتسنى لها بناء فصول ملائمة للطلاب ليدرسوا في أماكن لائقة للتعليم مثلهم كمثل باقي طلاب العالم المتحضر.

وبحسب الإحصائيات فإن 35 مدرسة والآلاف من البيوت  دمرت بشكل كامل في الحرب في مناطق متفرقة من القطاع، وينتظر الغزيون فتح المعابر التجارية لدخول المواد الخام من حديد وإسمنت لإعادة بناء القطاع المدمر.

وتعاني الأسر الفلسطينية من دسم المنهاج وطوله وتواجه مشاكل جمة في إرشاد الأبناء ومساعدتهم لزيادة تحصيلهم العلمي، ويضطر بعضهم للدفع بسخاء لمدرسي الحصص الخصوصية، لتعويض نقص المعرفة التي يفتقر لها أبناؤهم، والمدرس لا يمتلك قدرة كافية لتوصيل المعلومة بشكل كاف لجميع طلاب الفصل.

ومن اللافت للنظر في الواقع التعليميّ التربويّ الفلسطيني، أنَّ ظاهرة ازدحام الفصول المدرسية منتشرة، ولكن بصورةٍ متفاوتةٍ ، بغضِ النظرِ عن نوعها أو موقعها الجغرافي، وفي كافةِ المناطقِ التعليميةِ، وبين كافةِ أوساطِ الطلابِ من ذكورٍ وإناثٍ، سواء أكانت تبعية هذه المدارس لوزارة التربية والتعليم، أو لوكالة الغوث الدولية.

ومع ذلك يبقى قطاع غزة هو الجزء الأكبر الذي توجد به كثافة عددية للطلاب في الفصول، الأمر الذي يسبب عدم فهم المنهاج بشكل سليم للطلاب، خصوصا إذا كان الطلاب يتلقون دروسهم في أماكن لا تصلح للدارسة.

والمدقق في الموضوع يجد أن الحصار الخانق وإغلاق المعابر التجارية هو السبب الرئيس في اكتظاظ الفصول، واستخدام الكرافانات التي لا تصلح للعيش ليدرس بها طلاب المدارس، فالحرب الهمجية دمرت الكثير من المدارس، وشردت الطلاب إلى مدارس مجاورة ، فهل سيبقى حالهم رهينة فتح المعابر الموصدة؟.

 

اخبار ذات صلة