الشرطة النسائية بغزة تستعرض عملها خلال الفترة السابقة

غزة – الرسالة نت

بين متابعة القضايا الجنائية الخاصة بالنساء والاستجابة لمتطلبات الواقع الجديد في قطاع غزة، تعمل الشرطيات الفلسطينيات في إدارات الشرطة المختلفة، وتنفذ عمليات ميدانية متعددة منها اقتحام وتفتيش البيوت والقبض على جنائيات والعثور على ممنوعات. وللتعرف أكثر على الشرطة النسائية وعملها في الساحة الفلسطينية عبر التقرير التالي.

أكدت النقيب ناريمين عدوان مدير عام الشرطة النسائية بوزارة الداخلية والأمن الوطني، أن فكرة الشرطة النسائية قديمة حديثة "قديمة بقدوم السلطة وحديثة بالمنهج الجديد الذي ننتهجه وهو الالتزام بالفكر الإسلامي".

وأوضحت عدوان مدير عام الشرطة النسائية أن الالتزام بالفكر الإسلامي واضح في تعامل الشرطيات مع المواطنين وحفاظهن على زيهن الإسلامي، منوهة إلى أن الزي العسكري الخاص بالشرطيات هو جلباب كحلي اللون وغطاء رأس سكني اللون إضافة إلى الكاسكيت الأزرق والرتب العسكرية".

وحول طبيعة المهمات التي تقوم بها الشرطيات، أكدت عدوان أنهن يقمن بالعديد من المهمات منها اقتحام الأماكن التي لها خصوصية تواجد النساء، التحقيق مع متهمات، تفتيش النساء المشتبه بهن على المعابر والإشراف على النزيلات في السجون، مشيرة إلى أن العديد من الشرطيات ضبطن مواد مخدرة وشاركن في فض مشاكل عائلية وغيرها من الأعمال.  

وفي رد لها على سؤالنا حول نظرة المجتمع لعمل الشرطة النسائية، أجابت عدوان: "مجتمعنا الفلسطيني مجتمع محافظ وله خصوصية، ولذلك عندما انحرفت الشرطة النسائية في السابق عن البوصلة التي يتبعها المجتمع الفلسطيني رفضها ومنع بناته من العمل بها"، مضيفة: "اليوم تجد المجتمع الفلسطيني يشيد بأداء الشرطة النسائية ويدعم العاملات فيها، فقد تغيرت الفكرة بشكل جذري بعدما أصبحت الشرطية ترتدي حجابها وتحافظ على سمتها الإسلامي ولا تخرج إلا في مهمات محددة، مع المحافظة على الاستقلالية".

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية والحاضرة لتطوير الشرطيات، أجابت النقيب عدوان بالقول: "وضعنا تخطيط استراتيجي لمدة ثلاث سنوات يحمل في طياته أهداف وغايات لتطوير الكادر الذي يعمل في الشرطة النسائية دعويا وإيمانيا، مهنيا وثقافيا، وإدارياً"، موضحة "تم عقد العديد من الندوات الدينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بالإضافة للدورات المهنية منها التحقيق وتأهيل الضباط، وأخرى ثقافية والتي تتحدث عن دور الشرطية في حماية المجتمع، وكيف نحمي الأقصى"، مؤكدة أنه سيتبعها دورات لاحقة "حتى تستطيع الشرطيات أن تعمل بكل مهنية وفهم في كل شيء".

"نعمل على التحقيق في قضايا أخلاقية ولاأخلاقية" بهذه العبارة بدأت المحققة أم وجيه كلماتها لـ"موقع وزارة الداخلية"، مضيفة: "يتم استدعاؤنا من قبل مراكز الشرطة بمدينة غزة ونقوم بلقاء الجنائية والتعرف على شخصيتها وعلى المشكلة التي استدعتها لمركز الشرطة سواء كانت نفسية أم مادية أم جسدية"، مشيرة إلى انه يتم استخدام أسلوب الضغط نادرا للتخويف فقط".       

ولفتت أم وجيه الانتباه إلى أن الدورة التأهيلية التي حصلت عليها قبل خوض العمل الشرطي "سهلت علينا كثيرا في العمل وأهلتنا للقيام بواجبنا على أكمل وجه".

وحول نظرة المجتمع لعملهن، قالت المحققة أم رامي: "لا أجد أي انتقاد من أي أحد، بل أجد نظرة إعجاب وثناء بعملنا"، مشيرة إلى أن العديد من المواطنين أصبح يدعم بناته من أجل التسجيل والعمل في الشرطة النسائية".

أما المحققة "إيمان" فتقول أن سبب التحاقها بالشرطة النسائية هي خدمة الوطن بالدرجة الأولى، مشيرةً إلى أهمية عمل المرأة في هذا المجال خصوصاً في بعض القضايا النسائية الحساسة التي تستدعي تدخل المرأة بعيداً عن الرجل وخاصةً الأسئلة التي تُحرج الرجال عند طرحها على النساء، موضحةً أن هدفها خلال التحقيق الإصلاح أكثر من التأديب.

وتشير "إيمان" إلى أنها شاركت في بعض العمليات الميدانية التي نفذتها الشرطة في غزة مثل اقتحام منازل مشبوهة يوجد بداخلها نساء يتم التعامل معهن من قبل الشرطيات خاصةً خلال التفتيش في المنازل التي يشتبه بوجود مخدرات بداخلها. وعند سؤالها حول المخاطر التي تحدق بها في مثل هذه الأماكن اكتفت بالقول "بعض القضايا تحتم خروجنا إلى تلك الأماكن".

وفي سجن غزة المركزي تحدثت العريف سعدية عبد العال قائلةً: "نقوم باستلام النزيلة وتفتيشها ثم إرسالها إلى المكان الخاص بها ومتابعة أمورها"، مضيفة: "في قسم الإرشاد الديني نقدم نصائح وإرشادات دينية للنزيلات لحثهن على التوبة وترك المعاصي التي قمن بها، وبفضل الله تعالى نجدهم متقبلين لهذه النصائح".

وفيما يتعلق بنظرة المجتمع لعملهن كشرطيات، قالت العريف عبد العال: "أصبحت نظرة المجتمع للمرأة الشرطية نظرة إيجابية، خاصة في ظل الحكومة الإسلامية التي سعت إلى أن تكون الشرطية محافظة على نفسها بزيها الإسلامي وشخصيتها الأنثوية".

 

البث المباشر