تظاهر مئات الأشخاص في العاصمة الفرنسية باريس ضد الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ في مصر غدا وبعد غد، منتقدين "الصمت المريب" للسلطات الفرنسية إزاء ما وصفوها بـ"المهزلة الانتخابية التي لا تحترم أبسط المعايير الدولية".
وطالب المحتجون الحكومة الفرنسية بـ"الوفاء لقيم ومبادئ الثورة الفرنسية التي أسقطت نظام الملكية المطلقة في البلاد عام 1789"، وشجب "انتهاكات حقوق الإنسان" التي قالوا إنها ترتكب في مصر على نطاق واسع منذ إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي". ودعوا الحكومة الفرنسية إلى عدم الاعتراف بنتيجة الاقتراع الرئاسي المزمع ومقاطعة "سلطات الانقلاب في مصر".
وانطلقت المسيرة -التي دعا إليها ناشطون في الجالية المصرية- من ميدان الباستيل التاريخي وجابت شارع بومارشيه، قبل أن تتوقف في "ساحة الجمهورية بوسط المدينة".
وحمل المتظاهرون أعلاما مصرية وصورا للرئيس مرسي ورسوما كاريكاتيرية لوزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي الحالي عبد الفتاح السيسي، ورددوا عبر مكبرات الصوت هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" و"السيسي مجرم".
وقال القيادي في "الائتلاف الفرنسي للدفاع عن الشرعية بمصر" أحمد سالم إن هدف المظاهرة هو "إيصال رسالة للفرنسيين مفادها أن جزءا كبيرا من المصريين يقاطع الانتخابات الرئاسية المزورة ولا يريد من سلطات باريس أن تزكي إجراءها أو نتيجتها".
وأضاف أن المسيرة تسعى إلى أن تكشف للرأي العام المحلي "فداحة الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون". وناشد سالم حكومة فرنسا "النأي عن السلطات القائمة في القاهرة لأنه ليس من مصلحة باريس أن تكون شريكا أو داعما لنظام قمعي استبدادي".
وقال "لم يعد بإمكان أي أحد في فرنسا أو خارجها أن يتعلل بجهل نوايا السيسي، والكل أدرك أن قائد الانقلاب يريد إعادة مصر إلى نظام بوليسي سلطوي أسوأ بكثير من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أسقطته ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011".
وشاركه الرأي عضو جمعية "نجدة مصر" أحمد طلعت رجب الذي طالب فرنسا بـ"الوفاء لمُثل ثورتها التي قامت قبل أكثر من قرنين من الزمن، وألا تسقط في فخ نظام يريد أن يضفي شرعية على انقلاب عسكري مكتمل الأركان بواسطة انتخابات مزورة وغير شفافة". وقال إنه يسعى من خلال مشاركته في المظاهرة إلى التعريف بـ"مأساة آلاف الشباب القابعين في السجون المصرية ومعاناة طلاب الجامعات في بلاده".
أما الطالبة مي النمراوي (19 عاما) فقالت إن هدفها من المشاركة في المظاهرة تأكيد رفضها "للانقلاب الذي قاده السيسي وكل ما ترتب عليه" معتبرة أنه يتعين على فرنسا "أن تحسم موقفها لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر".
كما طالبت الفتاة -التي تحمل الجنسية الفرنسية- حكومة باريس بـ"العمل على وقف سفك الدماء في مصر، والامتناع عن منح أية تزكية للمسرحية الانتخابية الهزلية التي ستشهدها البلاد".
الجزيرة نت