حذرت سلطة المياه من تداعيات الأزمة المائية الحادة في قطاع غزة، خاصة في ظل أزمة الكهرباء المزمنة التي يمر بها القطاع منذ سنوات، ما يشكل عائقا أمام تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي بشكل ملائم بما يضمن تعزيز خدمات المياه لسكان غزة البالغ عددهم أكثر من 1.8 مليون نسمة.
وقالت سلطة المياه, مساء الأربعاء، إنه من المتوقع استمرار أزمة المياه والصرف الصحي نتيجة للزيادة السكانية التي ستصل إلى حوالى 2.1 مليون نسمة بحلول عام 2020، ومع الاحتياجات المائية المتوقعة التي ستزداد إلى حوالي 260 مليون متر مكعب عام 2020، فيما يستخرج من الخزان الجوفي حاليا ثلاثة أضعاف ما يتم تغذيته به سنويا.
وأضافت أن نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة المعالجة جزئيا يتم ضخها إلى البحر على طول سواحل قطاع غزة سنويا، وحوالي 10 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة تتسرب إلى الخزان الجوفي، إضافة إلى تسرب 14 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة جزئيا إلى الخزان الجوفي.
ولفتت إلى أن مرافق المياه تواجه طلبا متزايدا على الطاقة التي تشهد أزمة خانقة منذ سنوات في قطاع غزة، ففي حين أن الاحتياجات الحالية للطاقة اللازمة لتشغيل هذه المرافق تقدر بحوالي 29 ميغاواط، سترتفع هذه الاحتياجات بحلول عام 2020 إلى 81.5 ميغاواط.
وأوضحت أن نسبة فارقة من الاحتياجات الراهنة للطاقة تتأثر بالمعدلات اليومية لانقطاع التيار الكهربائي لمدة 12-16 ساعة يوميا، ما يؤثر سلبا على الخدمات الأساسية للمياه والصرف الصحي، مشيرة إلى أن نقص الوقود اللازم لتوليد الطاقة أدى إلى توقف العديد من الآبار أو خفض إنتاجيتها أيضا، جراء نقص قطع الغيار اللازمة، والتأثير على توزيع وضخ المياه.
وبينت أن الحصار "الإسرائيلي" يشكل عائقا كبيرا أمام دخول المواد الضرورية اللازمة لتحسين وتطوير البنية التحتية المتهالكة لمرافق المياه والصرف الصحي، وبشكل أساسي، كما أنه يحرم الفلسطينيين من البحث عن خيارات أخرى لتوفير إمدادات مياه بديلة بهدف تغطية النقص المستمر، فضلا عن تأخير استيراد كميات مياه إضافية.
وشددت سلطة المياه على أن الأزمة الراهنة وعدم ملاءمة البنية التحتية لمرافق المياه تهددان الصحة العامة وحياة السكان في قطاع غزة والبالغ عددهم 1.8 نسمة وزيادة، لذا فإنه من دون تدخل عاجل وفوري فإن الضرر الذي سيلحق بمصادر المياه الطبيعية في غزة سيكون غير قابل للإصلاح.