تعدّ لعبة كرة الطائرة المصغرة, أفضل الطرق التي استُحدثت من أجل تطوير ونشر اللعبة بين الأطفال على مستوى العالم, حيث يعتبرها البعض أولى اللبنات الأساسية في تشكيل الفرق الرياضية.
ويحاول القائمون على اللعبة نشرها بين الأطفال, وترغيبهم بممارستها, لتكوين قاعدة من لاعبي كرة الطائرة, قادرة على إمداد الفرق والمنتخبات الوطنية بالنجوم مستقبلا, خاصة بعد عزوف الكثير من الناشئين عنها, وتوجههم نحو كرة القدم ذات الشعبية الأولى عالميا.
ودخلت اللعبة إلى الضفة الغربية المحتلة عام 2010, عقب حصول المدرب راني عصفور على دبلوم كرة الطائرة من جامعة لايبتزغ الألمانية.
ويقول عصفور أول متخصص في كرة الطائرة المصغرة في فلسطين, إن اللعبة بدأت بالانتشار في الضفة, مؤكدا أنه يحاول نقل خبراته للاعبين الصغار بما يتناسب مع مستواهم.
ويوضح عصفور أن "الطائرة المصغرة" هي صورة صغيرة لكرة الطائرة الصالات, مع اختلاف عدد اللاعبين الذي يمكن أن يصل كحدٍ أقصى إلى أربعة في كل فريق, ولاعب واحد كحد أدنى.
ويضيف أن الهدف الأساسي من اللعبة هو اكتشاف المواهب مبكرا, وتسهيل عملية اختيار اللاعبين المناسبين منذ الطفولة, وذلك بعد إجراء الفحوصات البدنية والمهارية لهم.
ويؤكد أنه رغم قصر عمر اللعبة في الضفة الغربية, إلا أنها لاقت رواجا كبيرا في عدد المنتسبين والراغبين في ممارستها, مشيرا إلى أن عددا من الأندية والمدارس أقامت عدة مهرجانات وورش خاصة باللعبة, واستهدفت الأطفال التي تتراوح أعمارهم (6-14 عاما), ولافتا إلى أنها-المهرجانات والورش- شهدت مشاركة كبيرة من الأطفال وسط تشجيع كبير من أهاليهم الذين عبّروا عن سعادتهم برؤية أبنائهم يمارسون اللعبة.
ودعا المتخصص في الكرة الطائرة المصغرة اتحاد اللعبة للاهتمام بها, من خلال تنظيم ورش العمل واللقاءات الخاصة, وذلك لإيجاد كادر تدريبي قادر على تنمية المواهب التي يتم اكتشافها في التدريبات, بما يخدم المنتخبات الوطنية مستقبلا على حد قوله.
وفي ختام حديثه طالب عصفور المسؤولين بنقل وتطبيق فكرة لعبة كرة الطائرة المصغرة إلى قطاع غزة, كاشفا عن بعض محاولاته الجادة من أجل الوصول لغزة وتنظيم مهرجانات خاصة باللعبة فيها خلال الفترة الماضية, لكن ظروف التنقل المعقدة حالت دون تحقيق حلمه.
وتبقى أمنيات ومطالبات عصفور حلما يراود المدرب الشاب حتى تنفيذه, فهل سنرى قاعدة أساسية للعبة كرة الطائرة في المصغرة في قطاع غزة على غرار الضفة تعزيزا لأجواء المصالحة الوطنية؟, أم أن الحال سيبقى كما هو.. الأسابيع المقبلة ستجيب.