تواصل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة اعتداءاتها بحق موزعي صحيفة "الرسالة، حيث اختطفت، ليلة الخميس، ثلاثة أشقاء من عائلة عبد الحق يعملون موزعين لديها بالضفة، وذلك رغم أجواء المصالحة التي جاءت عقب تشكيل حكومة التوافق.
و ذكرت أم بهاء عبد الحق والدة المعتقلين أن أجهزة المخابرات دهمت منزلها وعبثت بمحتوياته قبل ان تعتقل أبناءها" بهاء الدين 22 عامًا، وعز الدين 17 عامًا، ومحيي الدين 15 عامًا".
وأوضحت ام بهاء ان الاجهزة الامنية اعتدت بالضرب المبرح على عائلتها الامر الذي اسفر عن نقل زوجها إلى المستشفى، واصفة حالته بالحرجة جراء تلقيه ضربة على رأسه.
واشارت الى ان الأمن طلبوا من نجلها عز الدين أن يشهد على شقيقه الأكبر بهاء بالعمل مع حماس والتعاون مع جهات أجنبيةَ الا انه رفض فاعتدوا عليه!.
وقبل أسبوعين، تعرض عز الدين الى الضرب المبرح على يد أجهزة المخابرات بسبب توزيعه جريدة الرسالة خلال مسيرات في مدينة نابلس متضامنة مع الأسرى.
وكان جهاز المخابرات قد هدد موزعي الرسالة خاصة في نابلس والخليل، بالاعتقال بدعوى تعاونهم مع جهات أجنبية!.
وتأتي هذه الملاحقات رغم إصدار رئيس السلطة محمود عباس مرسومًا، يسمح بموجبه بتوزيع صحيفتي "الرسالة" و"فلسطين" بمحافظات الضفة المحتلة بعد حجبها عن الصدور لقرابة 8 سنوات الا ان الانتهاكات لا تزال مستمرة بحقهما من أجهزة امن السلطة.
استنكار ورفض
مؤسسة الرسالة بدورها استنكرت بشدة اعتداءات امن السلطة ضد موزعيها، داعية حكومة التوافق والمؤسسات الحقوقية والقانونية واتحادي الصحفيين الدوليين والعرب بضرورة لجم تلك الاعتداءات.
وحذر المدير العام للمؤسسة وسام عفيفة من خطورتها على أجواء الحرية الاعلامية، مؤكدًا أنها ستشكل انتكاسة وفشل ذريع لحرية التعبير اذا استمرت.
وأوضح عفيفة أن ما تتعرض له "الرسالة" في الضفة يتزامن مع القرار "الإسرائيلي" الداعي إلى وقف طباعة وتوزيع الصحيفة في الضفة.
وقال :" هذا التناغم بين الطرفين لا يبشر بأدنى خير"، مجددًا دعوته لكل الأطراف المعنية إلى ضرورة التحرك لوضع حد لهذه السياسات التي لا تخدم الا الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال قد حذرت مؤسسة الأيام من طباعة وتوزيع جريدة الرسالة في الضفة.
من جهته قال ناصر الدين الشاعر نائب رئيس لجنة الحريات انهم شرعوا بالتواصل مع الأجهزة الأمنية لإنهاء تلك الاعتداءات.
وطالب الشاعر في تصريح لـ"الرسالة نت" اجهزة الامن بإطلاق سراح موزعي "الرسالة" كخطوة أولى، مشيرا الى ان قرار ملاحقتهم واعتقالهم مخالف للقانون وقرارات عباس الذي سمح بتوزيع وطباعة الصحيفة في الضفة.
أما رئيس لجنة الحريات خليل عساف، فقد استنكر سياسات الأمن إزاء حرية التعبير والصحافة في الضفة.
واعتبر اعتقال الموزعين تجاوز للإجراءات القانونية التي تخول النيابة العامة بإصدار قرارات الاعتقال دون غيرها.
وجدد عساف رفضه في حديث لـ"الرسالة نت"، توصيف الصحف الفلسطينية بالجهات الخارجية!، وقال إن الكل الفلسطيني لا يجوز أن يوصف بالمعادي والخارجي لا سيما بعد تحقيق الوحدة.