أحضروا الألوان المائية، وشكلوا فرقة من المهرجين، وآخر يرتدي ثوب "تويتي"، واتخذوا مكانًا لهم في شارع الرشيد بالشيخ عجلين على شاطئ غزة، يسعون إلى تغيير الثقافة الاجتماعية حول إلقاء المواطنين النفايات في الطرقات، من خلال بث الوعي والإرشادات للمواطنين.
هم مجموعة من المثقفين أطلقوا على أنفسهم اسم "أصدقاء شارع الرشيد"، وشكلوا مبادرة ليوصلوا للناس قيم الإسلام الحنيف، ورفع الأذى عن الطريق، وعدم إلقاء النفايات خلفهم، لا سيما بعد الرحلات اليومية على شاطئ البحر.
اتخذوا من شارع الرشيد غرب مدينة غزة مركزًا لهم، وبدأوا بتشكيل الفعاليات، بدءًا من مساهمتهم في نزولهم إلى الشارع وتنظيفه مع عمال البلدية، إلى تنظيم فعاليات توعوية للأطفال، والرسم على وجوههم بالألوان.
منى الفرا عضو في مبادرة أصدقاء شارع الرشيد، ونائب رئيس الهلال الأحمر في قطاع غزة، أوضحت أن فعاليات المبادرة تهدف لرفع الوعي الصحي لدى المواطنين حول أهمية النظافة.
وقالت الفرا لـ"الرسالة نت" إن هذه المبادرة مستمرة حتى خلق أجواء بيئية سليمة للأطفال والكبار، مشيرةً إلى أن العديد من المؤسسات أصبحت تلتف حول المبادرة وتدعمها.
أصحاب المبادرة يحاولون استهداف فئة الأطفال وتوعيتهم، مؤمنين أنهم شباب الغد، إلا أن الفرا تلفت إلى أن أكبر التحديات التي تواجههم هو يأس بعض المشاركين، موضحةً أن "المفهوم الصحي يأخذ وقتًا طويلًا.. علينا أن لا نيأس".
وتابعت " من يريد أن يعمل على تغيير سلوك داخل المجتمع يجب عليه أن يكون صابرًا ويتوقع الأسوأ، وأنه ليس عملية تغيير سريعة"، داعيةً إلى تظافر جميع شرائح المجتمع لإعطاء مظهر حضاري لغزة.
وأوصت بمحافظة المواطنين على الممتلكات العامة، مضيفة " مبادرتنا في شارع الرشيد نضرب فيها مثل لجميع الأحياء في مناطق غزة، والعمل المجتمعي التوعوي مسؤولية كل فرد في المجتمع".
وشددت الفرا على أن من أحد أهم أسباب المبادرة، كسر النظرة الفوقية لعمال النظافة، وتعزيز مكانتهم بالمجتمع.
المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة، بدوره أكد على كلام الفرا أن أحد أهداف المبادرة هو التوعية بعامل النظافة وعدم التقزيم منه.
وقال أبو القمبز لـ"الرسالة نت" إن عامل النظافة يقدم خدمة لا تقل عن الطبيب، لأنه يرفع الأذى عن كامل سكان المدينة، والبلدية تكرم عامل النظافة وتعتبره من المهن الكبيرة والتي ترتقي المدينة من خلاله".
لبلدية غزة دور مشارك في مبادرة "أصدقاء شارع الرشيد"، حيث ساعدت في المبادرة، مشيرةً على لسان أبو القمبز إلى أن " البلدية قدمت كل الإمكانيات من الرعاية والدعم والمساندة للمبادرة، للوصول إلى الهدف الأسمى وهو نظافة غزة".
وعن رأيه في "أصدقاء شارع الرشيد" عقّب بالقول " المبادرة تهدف لتكريس الوعي الصحي والبيئي للمحافظة على شارع الرشيد وشاطئ البحر، وهي بذلك تساعد البلدية في أعمالها".
آراء المشاركين
وتنوعت المشاركات في المبادرة، من أطفال إلى كبار من الجنسين، فالفتاة حنين النخالة 19عامًا، قالت إن سبب مشاركتها في المبادرة هو رغبتها في أن ترى بلدها نظيفة مثل باقي البلدان في العالم.
وأوضحت أنها انضمت إلى المبادرة لإيمانها بأن رسالتها ستصل للجميع، قائلة " البحر هو المتنفس الوحيد لسكان القطاع، ويجب أن يكون لدى المواطنين الوعي الكافي ليحافظوا على نظافة أماكنهم خاصة المصطافين القادمين إلى البحر".
وأنهت حديثها بقولها " غزة حلوة كتير، وبتحلى أكتر لمن نحافظ عليها.. ومتل ما بنحب يكون بيتنا نظيف، لازم نحب نشوف غزة متله".