قائمة الموقع

الشيخ "باجس نخلة" يصارع ظلم السجون

2014-06-07T09:09:30+03:00
الشيخ باجس نخلة (50 عاما)
رام الله- الرسالة نت

دهمت الحيرة ذهن أم فارس، أي صورة تضع في صدر منزلها؛ هل صورة لزوجها أو ابنها الأسيرين أم نجلها المحرر، فمنزل العائلة تحول من بيت آمن إلى مكان للمداهمات والاقتحامات "الإسرائيلية" التي تشتت العائلة وتفرق شملها في الأصفاد والقيود.

ويعتبر الشيخ باجس نخلة (50 عاما) من أبرز الأسرى الذين أمضوا سنوات في الاعتقال الإداري ويحاول الاحتلال إبقاؤه داخل السجون لفترات طويلة، فيما تم اعتقال نجليه والتنغيص على العائلة بشكل متكرر.

الإضراب هو الرد

ويقطن الشيخ نخلة "أبو فارس" في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله ويعد من أبرز قيادات ووجوه الحركة الإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، ولكن كثرة الاعتقالات بحقه قطعت خيوط تواصله مع شعبه ومحيطه ومحبيه.

وتقول زوجته لـ"الرسالة نت" إن الاعتقال الأخير لأبو فارس كان في شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2013 وتم تحويله فورا إلى الاعتقال الإداري، وبعد أن أكمل عاما فيه تم تحويله إلى قضية دون أن يحكم حتى الآن وما زال موقوفا بانتظار المحاكمة، مبينة بأن مصلحة السجون "الإسرائيلية" هددته بإعادته إلى الاعتقال الإداري مجددا بعد أن ينهي الحكم حين يصدر بحقه.

وتوضح أم فارس بأن زوجها لا يكاد يستقر مع عائلته بضعة أشهر بين كل اعتقالين، حيث تم اعتقاله 17 مرة لدى الاحتلال أمضى خلالها ما يقارب 16 عاما جلها في الإداري، ولا يكتفي الاحتلال بذلك بل يضيق عليه حتى وهو داخل الأسر، وعزله انفراديا لفترات طويلة عقابا له على تواصله مع الأسرى ونشاطه المميز داخل السجون.

وتضيف:" نجلي فارس كان معتقلا لعدة أشهر ثم أفرج عنه والآن نجلي الآخر معروف معتقل منذ عام وينتظر المحاكمة، وهذا هو حالنا منذ عام 1988 أي منذ أن بدأت الاعتقالات بحق زوجي، ونعيش كعائلة وضعا استثنائيا فلا نشعر بطعم المناسبات ولا الأعياد لأن أبو فارس يغيب عن معظمها".

ولأنه يرفض الظلم، خاض الشيخ باجس إضرابا مفتوحا عن الطعام مع الأسرى الإداريين رغم ما يعانيه من بعض الأمراض والأوجاع، حيث مل كونه وبقية الأسرى رهينة مزاج مخابرات الاحتلال بتجديد الإداري ثم تحويله إلى قضية وحكم.

وتلفت زوجة الأسير إلى أن المنع الأمني حكاية أخرى تزيد مأساة العائلة، حيث أنها ممنوعة من زيارة زوجها ونجلها حتى قبل الإضراب ويرفض الاحتلال إصدار تصاريح خاصة للزيارة كي يزيد من معاناتها، مناشدة المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى أن تساعدها على استصدار تصريح يمكّنها على الأقل من زيارة نجلها.

ومنذ خوضه الإضراب عن الطعام لا تعرف العائلة شيئا عن أبو فارس أسوة ببقية الأسرى المضربين، وتعيش العائلة حالة من القلق والترقب على وضعه الصحي خاصة وأن الاحتلال يسعى إلى إرهاق القيادات وحتى تصفية بعضها إن تمكن من ذلك.

أوضاع مزرية

وليس الشيخ باجس وحده من يعاني من ظلم الاحتلال خاصة فيما يتعلق بالملف الإداري؛ فمئات الأسرى يتنفسون القهر كل لحظة في مقابر الأحياء.

وتقول الناشطة في مجال الأسرى أمينة الطويل لـ"الرسالة نت" إن الأسرى وتحديدا الإداريين يعيشون أوضاعا قاسية تطال الشيخ منهم والمريض والصغير وحتى النساء من حيث ظروف الاعتقال، حيث أن الاحتلال يعمد إلى تضييق أحوالهم كي ينتزع منهم إراداتهم ومواقفهم.

وتشير إلى أن غالبية الأسرى الإداريين ممنوعون من زيارة عائلاتهم ضمن ما يسمى المنع الأمني كي تكون ورقة ضاغطة أخرى عليهم تضيق عيشهم وأحوالهم فوق ما يعانونه من تجديد وتثبيت وتمديد كل بضعة أشهر وما يصاحب ذلك من قلق وترقب.

وما حكاية الشيخ باجس نخلة إلا حلقة واحدة في سلسلة طويلة من القهر والألم اللذين يلفان آلاف العائلات الفلسطينية مع مصير مجهول لأبنائها في سجون العنصرية "الإسرائيلية" دون مجيب ولا رقيب.

اخبار ذات صلة