ما إن أُطلقت صافرة أحد مشرفي المخيم, حتى هرول الطلاب كل واحد لمكانه على الخطوط التي رسمت وسط ساحة المخيم الصيفي, مصطفّين بجانب بعضهم ليشكل كل تجمع منهم حرفًا.
وبعد لحظات ظهرت لوحة فنية رسمت من أجسادهم الصغيرة, مشكلةً في مجموعها شعار مخيمهم الصيفي "جيل التحرير".
عشرات الطلبة التحقوا بمخيمات "مشاعل التحرير" التي تقيمها حركة حماس في كل محافظات قطاع غزة, تشمل جميع المراحل العمرية, تهدف لجعل الطلاب يستغلون إجازتهم بتميُّز.
وخلال تجول مراسل "الرسالة نت" في أروقة المخيم الصيفي، تحدث للمسؤول الإداري عن المخيم محمد يونس الذي وضح آلية عمل المخيم, قائلًا: "المخيم ينقسم لجزأين نظري وعملي وكل منهما يحتوي على عدد كبير من الأنشطة".
وأضاف يونس: "نسعى لإفادة الطلاب بجملة من المعارف العلمية والدينية بشكل مبسّط تفدهم في حياته اليومية", موضحًا أنه يجري التركيز أيضًا على الجانب الترفيهي من خلال نشاطات رياضية وألعاب شعبية, يتخللها توزيع جوائز على الفائزين خلال المنافسات التي تقام ضمن فعاليات المخيم.
مشاركة واسعة
وحول مدى إقبال الطلبة على المشاركة في هذه المخيمات أوضح يونس أنهم يتفاجؤون بأن أعداد الطلبة الملتحقين يفوق كل التقديرات المتوقعة سلفًا, والتي يتم بناءً عليها وضع التجهيزات والترتيبات.
واستدرك يونس بأن قيادة الحركة لا تدّخر جهدًا في دعم هذه المخيمات مضيفًا: "الحركة تُقدّم كل الإمكانيات لإنجاح المخيمات, رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها في هذه الفترة".
التدريب على السلاح
وفي إحدى قاعات المخيم كان الأمر مختلفًا عن القاعات الأخرى, فهنا تجري تدريبات لمجموعة كبيرة من الطلبة على استخدام السلاح الآلي "الكلاشنكوف".
المدرب طارق الذي يمسك بقطعة السلاح في يده, ويشرح للطلبة أجزائها بشكل مفصل, يقول لـ"الرسالة نت": "أفتخر بأني أُعلم هؤلاء الطلبة على السلاح, لأني أؤمن بأنهم الجيل الذي سيحرر فلسطين بإذن الله".
وأضاف: "الطلبة لديهم شغف للتدرب على السلاح, ويحفظون المعلومات المعطاة بشكل سريع", مؤكدًا الحرص الدائم على طرق السلامة خلال فترة التدريب التي بمجملها تعطى بشكل نظري فقط .
أما الطالب حسن أبو هاشم الذي تحدث لـ "الرسالة نت" وهو يفكك أجزاء السلاح :"أنا كنت أود التدرب على السلاح منذ فترة طويلة ولكن لم تتاح الفرصة لي", شاكرًا القائمين على المخيم على إتاحة الفرصة بالتدرب على السلاح .
الأسرى والعودة
وخلال تنقلك في أروقة المخيم تشدك أسماء قاعاته, فكلًا منها حمل اسم أحد قادة الحركة الأسيرة, أمثال عبد الله البرغوثي وعباس السيد وإبراهيم حامد وضرار أبو سيسي, في رسالة واضحة تظهر حضور قضية الأسرى في كل الفعاليات .
وعلَق المسؤول الإداري يونس على ذلك قائلًا:"نحن اخترنا تلك الأسماء في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال, لنؤكد وقوفنا بجانبهم في وجه سياسات الاحتلال ( الإسرائيلي )".
" عكا.. وسنعود إليها".." حيفا.. وسنعود إليها" .." " تل الربيع.. وسنعود إليها" تحت هذه المسميات يتجمع الطلبة عند كل اجتماع للمخيم بأكمله في أوقات الصلوات والمحاضرات العامة.
فكل فرقة تصطف تحت عنوان يحمل اسم مدينة من مدن فلسطين المحتلة عام 1948 , كحيفا وعكا وتل الربيع وصفد, فيما تردد كل فرقة اسم المدينة ويضاف إليها كلمة سنعود إليها.