قائد الطوفان قائد الطوفان

"عملية الخليل" تربك أمن "إسرائيل"

حالة استنفار في الجيش الإسرائيلي
حالة استنفار في الجيش الإسرائيلي

الرسالة نت- محمد العرابيد

الحيرة والتخبط تسودان صفوف الجيش (الإسرائيلي) بعد مرور يومين على اختطاف ثلاثة مستوطنين من مستوطنة "غوش عتصيون" في الخليل المحتلة.

فأجهزة الاحتلال الأمنية والاستخباراتية لا تملك أي معلومة حتى الآن تفيد بحل لغز اختطاف المستوطنين.

فشل الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) بالوصول إلى أي معلومة تفيدهم بمكان المختطفين أو أنهم على قيد الحياة أم لا، يفتح المجال أمام الجيش لاستخدام الوسائل كافة للوصول إليهم.

فقوات الاحتلال لا تملك طرف خيط لعملية الخطف التي وقعت بالخليل وتحركاتها في المدينة من اعتقالات ومحاصرة منازل قائمة على فرضيات، حسب ما يقول المحلل في الشأن الإسرائيلي ناصر اللحام.

وأشار اللحام في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، الى السيناريوهات المتوقعة حال فشل الاحتلال بالعثور على المختطفين الثلاثة ستكون خطيرة.

وتوقع أن ينفذ جيش الاحتلال (الإسرائيلي) عملية واسعة النطاق في مدينة الخليل وضواحيها على غرار التي حصلت في جنين عام 2002 للبحث عن المستوطنين المفقودين.

وأكد أن إعلان خبر إختطاف المستوطنين من الجانب "الإسرائيلي" دليل على عدم توفر أي معلومة للأجهزة الأمنية الاستخباراتية "الإسرائيلية" للوصول إلى المستوطنين.

فبعد فشل الاحتلال في البحث عن معلومة للمخطوفين خلال تنفيذه عمليات اجتياح لمدن الخليل واستنفاره التام لجهازي الشباك والمخابرات، توقع اللحام أن الحكومة (الإسرائيلية) ستحاول الاتصال بالتنظيمات الفلسطينية عن طريق وسطاء دوليين لمعرفة  من المسئول عن عملية الاختطاف.

ووصف اللحام مكان عملية الخليل بالمعقد لوقوعه في منطقة عسكرية يسيطر عليها الاحتلال.

وحول أسباب نجاح العملية وفشل أجهزة الأمن "الإسرائيلية" في الوصول إلى معلومة حتى اللحظة، علق اللحام قائلًا "نجاح العملية تمثل في تمويه الخاطفين من خلال استخدامهم سيارة تحمل لوحة رقمية مشابهة لمركبات الاحتلال".

وأوضح أن تفجير السيارة أرهق وأضاع وقت مخابرات الاحتلال للبحث عنها، مما أعطى الفرصة للخاطفين للهروب والتخفي.

وأشار اللحام إلى أن عملية التمويه التي استخدمت، أربكت أمن الاحتلال "الإسرائيلي" واستطاعت تجاوز الاحتياطات الأمنية والاستخباراتية.

فبعد مرور أكثر من 24 ساعة على خطف المستوطنون في الخليل قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي موقعًا لكتائب القسام وأرضًا زراعية جنوب قطاع غزة، المختص في الشأن الإسرائيلي علق على ذلك قائلًا "إسرائيل تحاول من خلال الغارات أن تنزع البهجة والسرور من المقاومة في غزة".

وتابع: "مستوى استهداف غزة من الاحتلال الإسرائيلي يخف تدريجيًا بعد صمت التنظيمات الفلسطينية والتعليق عن عملية خطف المستوطنين بالخليل".

وأكد أن صمت التنظيمات الفلسطينية تستفز المخابرات الإسرائيلية، موضحا أن الاحتلال وصف "حماس والجهاد الإسلامي" بالقول أنها تبتعد عن الميكرفونات".

وأضاف "أن عملية الصمت الذي يتمتع به قادة الفصائل يقتل إسرائيل ويجعلها في حيرة من أمرها ويزيد الأمر صعوبة وتعقيدا لدى الاحتلال".

وشدد على أن موقف الفصائل الآن خطير فأنصارهم بالضفة سيتعرضون لعقاب إذا ألمح القادة لشيء عن عملية اختفاء المستوطنين، الصمت من قادة الفصائل وابتعادهم عن وسائل الإعلام مطلوب لحماية قياداتهم بالضفة، وفق قوله.

واستطرد "أنصح الجميع بعدم الاستهانة في أجهزة الأمن الإسرائيلية فهي من أقوى أجهزة الأمن في العالم، ويبذلون جهودًا جبارة لمعرفة أي معلومة تدل على مكان المختطفين".

واستبعد المختص في الشأن "الإسرائيلي" أن يلجأ قادة الاحتلال لاستخدام الاغتيالات بحق قادة الفصائل الفلسطينية، قائلًا "حياة المختطفين على محك فاذا فعلت "إسرائيل" ذلك ستكون أغبى استعمار في  العالم".

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر توافق مع سابقة حول امكانية ذهاب "إسرائيل" لعملية عسكرية واسعة في الخليل بحثا عن المستوطنين.

وأوضح أبو عامر لـ"الرسالة نت" أن العملية التي ستشنها قوات الاحتلال في مدن الخليل وضواحيها بحثا عن المستوطنين ستستغرق وقتًا.

وقال "في حال نجح خاطفي الجنود من إخفائهم، وفشل الاحتلال في الكشف عنهم، فإن إسرائيل ستصدر ازماتها الداخلية وستلجأ إلى تصعيد عسكري في الضفة وغزة".

ورأى أن الساعات المقبلة بإمكانها أن تشهد مساعدة من السلطة للاحتلال الإسرائيلي للبحث عن المستوطنين وذلك حسب ما طلبه الاحتلال منها.

وتوقع المحللان المختصان في الشأن "الإسرائيلي" أن تحمل الساعات الآتية في جعبتها العديد من التوقعات، فمنها توسيع عمليات البحث، واجتياح موسع لمدينة الخليل.

المقاومة في الضفة المحتلة استطاعت أن تزعزع الأمن الإسرائيلي وتوجه صفعة قوية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، في ظل استمرار التنسيق الأمني "المقدس"، حسب ما وصفه رئيس السلطة محمود عباس.

وأعلن الجيش "الإسرائيلي" حالة الاستنفار القصوى على طول الحدود الجنوبية مع قطاع غزة تحسباً لنقل المختطفين الذين فقدت أثارهم ليلة أمس الخميس بالخليل، من أراضي الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

وأوضحت القناة أن غرفة عمليات مشتركة شُكّلت في هذه الأثناء بين الشاباك والجيش الإسرائيلي ومسؤولي الأجهزة الامنية الفلسطينية للبحث عن الجنود المختطفين.

وتأتي عملية خطف الجنود الثلاثة بمدينة الخليل في الوقت الذي يخوض فيه الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجون الاحتلال.

البث المباشر