قائمة الموقع

نابلس تودع الشهداء وتشكو ظلم الاحتلال

2010-03-21T13:10:00+02:00

نابلس – مراسلنا الخاص

في ساعات قليلة تحولت الأنظار إلى مدينة نابلس التي كانت هادئة نوعاً ما خلال غضبة القدس والأقصى المبارك، ليقترف الاحتلال فيها جريمتين ليستا غريبتين عن أياديه الملطخة بدماء الأطفال والنساء وكبار السن.

اليوم انضم محمد وصلاح القواريق اللذان لم يتجاوزا عشرين عاماً من عمرهما إلى الطفلين محمد وأسيد قادوس في  السادسة عشر من عمرهما، ليجتمع أربعتهم محمولين على أكتاف أبناء قريتيهما محاطين بالدموع والزغاريد وصرخات الحناجر الثائرة.

بدم بارد

حياة الطفلين محمد وأسيد انتهت بمجرد إطلاق ذاك الضابط النار تجاه جسديهما أثناء تواجدهما قرب منزلهما دون أن تشهد قريتهما عراق بوين جنوب نابلس أي مواجهات.

وفي هذا يؤكد رئيس المجلس القروي عبد الرحيم قادوس لـ"الرسالة نت" أن قناصاً صهيونيا تعمد إطلاق النار عليهما دون أن تشهد القرية أي مواجهات ودون أي احتكاك مع الجنود أو المغتصبين.

وطالما اعتادت هذه القرية ذات الألف نسمة أن يقتحمها المغتصبون أيام السبت ويهاجموا حقولها وأراضيها المهددة بالمصادرة، تمهيداً لضمها إلى مستوطنات قريبة منها ومشيدة أصلا على أراضي القرية.

وظهر اليوم صدحت حناجر أهالي عراق بورين منددة بقتل الطفلين وداعية إلى حماية أهالي القرية من ظلم المغتصبين وجنود الاحتلال، فاقتحامات أولئك دوماً تحيط بها عشرات الآليات العسكرية خوفاً من "اعتداء الفلسطينيين عليهم أثناء مهاجمتهم لممتلكاتهم".

مزارعان

أما المزارعان محمد وصلاح فبعد صباح مثقل بتعب حراثة الأرض وإزالة الأعشاب الضارة، حاولا العودة إلى قريتهما عورتا جنوب شرق المدينة، فأوقفهما الجنود كالعادة عند ذاك الحاجز العسكري على مدخل القرية.

وكما في كل مرة كان الشابان يحملان المناجل وأدوات الزراعة ويهمّان للعودة إلى منزليهما استعداداً لمواصل حراثة يوم غد، ولكن رصاصات الاحتلال كانت أقرب لقتل كل ما كان يجول به خاطرهما، فأطلق الجنود المتمركزون على الحاجز رصاصهم تجاه جسد الشابين وحوّلوهما إلى جثث هامدة.

وكما هي عادته سارع الجيش إلى تبرير جريمته بالادعاء أن الشهيدين كانا ينويان قتل الجنود بالمناجل!، فحتى أطفال فلسطين ابتسموا استهزاء لهذه الكذبة وسط تأكيد شهود العيان أن الجيش أطلق النار عليهما دون سابق إنذار وأرداههما بدم بارد.

وتلك هي حياة الفلسطينيين، عذر للاحتلال أقبح من ذنبه عند قتلهم.. وحماية للمغتصبين حين يهاجمونهم، وعالم صامت يذيقهم الموت ألف مرة في كل يوم من حياتهم

 

اخبار ذات صلة