أدانت عدة منظمات وهيئات دولية وأممية الاحكام القضائية المصرية المشددة بحق تسعة من صحفيي شبكة الجزيرة بالسجن ما بين سبع وعشر سنوات.
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحكام، وقال إن محاكمة صحفيي الجزيرة تفتقر إلى أبسط معايير المحاكمات العادلة.
وقد صدر بحق الصحفيين باهر محمد حكم بالسجن عشر سنوات، وبيتر غريستي ومحمد فهمي بالسجن سبع سنوات حضوريا، بينما حكم بالسجن عشر سنوات غيابيا على الصحفيين أنس عبد الوهاب وخليل علي خليل وعلاء بيومي ومحمد فوزي ودومينيك كين وسو تيرتن.
من جانبه، دعا البيت الأبيض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العفو عن ثلاثة من صحفيي شبكة الجزيرة صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن، أو تخفيف تلك الأحكام، ووصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالمخيفة والقاسية.
كما أدانت عدة أطراف دولية أخرى ذلك الحكم، حيث عبرت وزيرة الخارجية الأسترالية عن صدمة حكومتها من الحكم الصادر بحق الصحفي بيتر غريستي.
وأضافت الوزيرة الأسترالية جولي بيشوب في مؤتمر صحفي أن من الصعب تفهم العقوبة المفروضة بالنظر إلى نوع الأدلة المقدمة في القضية، مؤكدة أن غريستي لم يكن في مصر إلا لأداء عمله الصحفي.
وفي ردود أخرى، استدعت بريطانيا وهولندا سفيري مصر لديهما للبحث في الأحكام القضائية الصادرة اليوم بحق صحفيي شبكة الجزيرة.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ هذه الأحكام "غير مقبولة"، داعياً السلطات المصرية إلى إعادة النظر فيها. وقال نظيره الهولندي فرانس تيمرمانس إنه سيبحث مع الاتحاد الأوروبي هذه القضية التي تضم صحفية هولندية تحاكم غيابياً.
وردا على تحرك السلطات البريطانية والهولندية، اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري في بيان له أن "استدعاء بعض السفراء المصريين في الخارج يوفر مناسبة لشرح حقيقة الأوضاع وإطلاع المسؤولين في الخارج عليها بصورة دقيقة".
وأضاف أن ذلك يتيح "التأكيد لمسؤولي هذه الدول الرفض الكامل لأي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد أو المساس باستقلالية القضاء المصري".
تنديد حقوقي
حقوقيا، طالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة السلطات المصرية بإطلاق صحفيي الجزيرة. وأوضحت نافي بيلاي أنها تشعر بـ"الصدمة والقلق" إزاء صدور تلك الأحكام التي وصفتها بأنها "فظيعة ومهزلة مطلقة للعدالة".
من جانبها، قالت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان)هيومن رايتس ووتش ( إن الحكم "صدر من دون أن يستند إلى أية أدلة". وأكد جو ستورك نائب مدير إدارة الشرق الأوسط بالمنظمة أن "الحكم يوضح كيف أن قضاة مصر أصبحوا متأثرين بهيستيريا العداء للإخوان المسلمين التي يغذيها الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وفي فرنسا، اعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حقوق الصحفيين أن الحكم "أثبت التوجه الشمولي للنظام المصري".
وقال أمين عام المنظمة كريستوف دولوار إن "السلطات المصرية تواصل سياسة تكميم وسائل الإعلام التي ترغب في تقديم رؤية للحقيقة مختلفة عن رؤية السلطة".
هجوم وحشي
ووصفت منظمة العفو الدولية(أمنستي) الحكم الصادر عن المحكمة المصرية "بالهجوم الوحشي" على حرية الإعلام، واعتبرته مدمراً بالنسبة للصحفيين وعائلاتهم.
ووصف ستيف كروشو نائب مدير المنظمة الحكم القضائي بأنه يمثل يوما عصيبا على الإعلام المصري وعلى مصر برمتها، وأكد أن (أمنستي) ستواصل حملتها من أجل إطلاق سراح الصحفيين، داعيا جميع الأطراف الدولية المعنية بحرية الإعلام إلى الضغط على القاهرة من أجل تغيير سلوكها تجاه وسائل الإعلام.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة "مؤشر الرقابة لحرية التعبير" إن الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة المصرية في حق صحفيي الجزيرة يمثل حالة مشينة.
وأضافت جودي غنزبيرغ -في حديث مع الجزيرة من لندن- أنه ليست هناك مبررات وأدلة إثبات تسند الأحكام التي صدرت اليوم في حق صحفيي الجزيرة.
وفي وقت سابق، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الحكم على صحفيي الجزيرة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ويؤكد أن القضاء المصري أداة بيد السلطات السياسية.
وفي الولايات المتحدة، قال مركز حماية وحرية الصحفيين -ومقره نيويورك- إن الحكم القضائي على الصحفيين مخيب للآمال ويهدد حرية الإعلام في مصر.
الجزيرة نت