الرسالة نت
أعلنت تركيا أنها كانت منحت إذنا لطائرتين إسرائيليتين للمرور ذهابا وإيابا فوق أراضيها في طريقها إلى المجر.
وأوضحت قيادة سلاح الجو التركي، في بيان غير متوقع أمس الأول، انه صدر في بعض وسائل الإعلام إن طائرتي تجسس عائدتين لإسرائيل قد عبرتا المجال الجوي التركي في الطريق إلى المجر وشاركتا في عملية هناك.
وأوضح البيان انه «بتاريخ 4 آذار تقدمت إسرائيل عبر وزارة الخارجية التركية بطلب للسماح لطائرتين إسرائيليتين من نوع «غلف ستريم» لعبور المجال الجوي التركي من نيفاتيم في إسرائيل إلى بودابست في المجر وعبر فارنا في بلغاريا بتاريخ 17 آذار الحالي.
وأوضح البيان أن رئاسة أركان القوات المسلحة أعطت الإذن للطائرتين الإسرائيليتين بالعبور، شرط التقيد بقواعد العبور للقوات الجوية التركية واستخدام ممرات العبور في المجال الجوي التركي، وعدم القيام بعمليات تزويد وقود في الجو، وعدم وجود تجهيزات الكترونية تستخدم للتجسس والتصوير والكشف على متن الطائرات. وأشار إلى أنهما دخلتا، في طريق عودتهما، المجال الجوي التركي من نقطة ريكسين وغادرتا من نقطة تومبي في اليوم ذاته.
وأثار البيان بصيغته الغامضة علامات استفهام وتساؤلات عدة: أولا، توقف مراقبون، وفقا لصحيفة «راديكال» التركية، عند ذكر البيان مواعيد دخول الطائرتين الإسرائيليتين المجال الجوي التركي.
وفُسّر ذلك على أن البيان أراد أن يؤكد أن عملية اغتيال المجري من أصل سوري بسام طراشي حصلت في الساعة السابعة والدقيقة الثامنة صباحا في بودابست، أي قبل وصول الطائرتين إلى المجر، بل وقبل دخولهما المجال الجوي التركي، وبالتالي فإنهما لم تشاركا في عملية الاغتيال.
ثانيا، تضيف الصحيفة، إن هذا لا يعفي رئاسة الأركان من واقعة أن مهمة الطائرتين كانت، إن لم تكن للمشاركة في الاغتيال فعلى الأقل لنقل الجناة من بودابست بعد تنفيذ المهمة. وفي ذلك شبه كبير لبعض التفاصيل في عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي.
ثالثا، إن البيان في معرض ذكره لشروط مرور الطائرتين الإسرائيليتين لم يقل إن الدولة العبرية التزمت بها. ويطرح التساؤل عما إذا كانت القوات المسلحة التركية متأكدة من عدم وجود أجهزة الكترونية وتصوير، وهل قامت بالكشف على الطائرات قبل مرورها في المجال التركي.
رابعا، وإذ لم يذكر البيان طبيعة المهمة الإسرائيلية النهائية يتساءل البعض عما إذا كانت القوات المسلحة التركية على علم بما أشيع عن عملية اغتيال شاركت بها الطائرتان الإسرائيليتان. وإذا كانت على علم فهذا سيثير تداعيات في الداخل حول تورط تركي عسكري بمساعدة إسرائيل لاغتيال مواطنين من دولة أخرى صديقة، سوريا على وجه التحديد.
خامسا: يتساءل المراقبون عما إذا كان السماح للطائرتين الإسرائيليتين بالمرور هو رسالة «عسكرية» تركية إلى حكومة «حزب العدالة والتنمية» بأن مصالح أنقرة تقتضي استمرار التعاون العسكري مع إسرائيل وعدم الذهاب بعيدا في انتقاد سياساتها في المنطقة.
ويبدو أن تداعيات القضية لن تنتهي قريبا، إذ تبين أن وزارة الخارجية المجرية أعطت الإذن للطائرتين بالهبوط في بودابست من دون إبلاغ وزارة الدفاع المجرية بذلك، ما أدى إلى فتح رئاسة الحكومة تحقيقا في الموضوع. كما اصدرت وزارة الخارجية البلغارية بيانا أعلنت فيه أنها سمحت للطائرتين بالمرور في عملية «روتينية» خصوصا أنها لم تهبط في أي مطار بلغاري
المصدر:السفير