قائمة الموقع

هل تأتي" أنفاق المقاومة" بشاليط جديد؟

2014-06-25T10:30:14+03:00
نفق بغزة(الأرشيف)
الرسالة نت – محمود فودة

في مثل هذا اليوم من يونيو – حزيران عام 2006، وعند تمام الساعة الخامسة والنصف فجرًا, هاجمت قوة عسكرية تتبع للمقاومة الفلسطينية موقع كرم أبو سالم العسكري شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة, وانسحبت بعد دقائق وبين أيديها الجندي جلعاد شاليط تاركة ورائها 7 جنود بين قتيل وجريح.

ومثّلت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس- الفصائل المشاركة في العملية, خلال عمليات التفاوض إلى أن صيغت صفقة " وفاء الأحرار" مع الاحتلال (الإسرائيلي) نهاية عام 2011 مقابل الإفراج عن 1049 أسيرًا وأسيرةً من سجون الاحتلال.

متغيرات عدة حدثت خلال السنوات الثماني التي مضت على تلك العملية النوعية , خاصةً في ظل إضراب الأسرى الإداريين عن الطعام منذ شهور, و إكتشاف الإحتلال لعدة أنفاق ممتدة من قطاع غزة تجاه التجمعات الاستيطانية القريبة من غزة, عدا عن ترك حركة حماس لقمرة قيادة الحكومة الفلسطينية التي تسلمتها منذ 7 سنوات.

استراتيجية الخطف

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تُجمع على أن خطف الجنود هو الحل الوحيد لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وهذا ما أكده المحلل السياسي ناجي البطة بقوله: "تكونت لدى المقاومة الفلسطينية إستراتيجية خطف الجنود لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين " .

وينتظر الآلاف من الأسرى في زنازين الاحتلال, تنفيذ العهود التي قطعتها المقاومة على نفسها بتحريرهم, والتي كان آخرها وعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي أكد فيه أن رسالة الأسرى في سجون الإحتلال قد وصلت لحماس وذراعها العسكري كتائب القسام, وعليهم إنتظار الرد.

 ويضيف البطة في حديث لـ"الرسالة نت" لطالما هناك أسرى فلسطينيين في سجون الإحتلال فهذا يعني أننا في إنتظار عمليات خطف وتبادل من المقاومة الفلسطينية وقد تكون قريبة.

نجاح أسر الجندي جلعاد شاليط ومن ثم القدرة على الاحتفاظ به لمدة 5 سنوات, وتسليمه ضمن صفقة تعتبر الأكثر نوعية في تاريخ الصراع العربي (الإسرائيلي), كلها عوامل تُشجع المقاومة على إعادة الكرة مرةً أخرى هذا ما أضافه المحلل السياسي البطة .

وحاولت "إسرائيل" مرارًا وتكرارًا التقليل من نجاح المقاومة في صفقة وفاء الأحرار التي تمت في أواخر عام 2011 , إلا أنه في حسابات الصفقات ومعاييرها, تبدو أنها ناجحة وبنسبة كبيرة, وهذا ما أشار له البطة بالقول: "الاحتلال تعرض لضربة قوية بنجاح الصفقة, الأمر الذي دفعه لسن قوانين جديدة تنص على مبادلة كل جندي يقع في يد المقاومة بأسير فلسطيني واحد".

واستطرد: "القوانين التي سنها الكنيست (الإسرائيلي) تمثل دليلا واضحا بعمل الاحتلال على رفع الروح المعنوية لدى المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) بعد الإخفاق الواضح في استرجاع الجندي شاليط دون تحرير أي أسير فلسطيني".

حركة حماس التي أدارت عملية الوهم المتبدد من بدايتها وحتى الصفقة, اعتبرت العملية كهدية استلامها للحكومة بعد فوزها بأغلبية في الإنتخابات التشريعية, وهاهي بعد 8 سنوات تُسلم الحكومة بعد إتفاق على حكومة توافقية جديدة، فهل تسعى إلى "وهم متبدد" جديد؟.

وهذا ما أكده البطة قائلًا: "ترك حماس لقيادة الحكومة سيؤثر بشكل غير مباشر, من خلال زيادة الدعم على الجانب العسكري المقاوم, والوسائل القتالية الناجعة مثل حفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ, في ظل ضعف الإمداد الخارجي".

استراتيجية الأنفاق

واكتشف الإحتلال الإسرائيلي خلال الشهور الماضية أنفاقًا ممتدة من قطاع غزة تجاه أراضي عام 1948, يبلغ طولها مئات الأمتار وهي على درجة عالية من التطور في البناء والامكانيات , الأمر الذي زعزع المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) وقلبت كافة المعادلات، وفق ما يرى الباحث الاستراتيجي رفيق أبو هاني.

وأضاف أبو هاني لـ"الرسالة نت": " البيئة الجغرافية لقطاع غزة والتقدم التكنولوجي (الإسرائيلي) دفعت المقاومة لحفر الأنفاق, التي انقسمت لأنفاق تكتيكية واستراتيجية ", ملمحًا  لضرورة حفاظ المقاومة الفلسطينية على السرية التامة التي تمتعت بها منظومة الأنفاق في الفترة الماضية, مع معالجة الأخطاء الحاصلة بشكل مستمر .

وأشار أبو هاني إلى أن المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام تسعى في هذه المرحلة لاستخدام باطن الأرض كميدان انطلاق للدفاع والهجوم, في ظل السرية التامة التي تتمتع بها منظومة الأنفاق .

"المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) أخفقت في إيجاد حل لتلك الأنفاق حسب تصريحات قادته, الأمر الذي أثر على حركة الآليات والجنود على طول الحدود مع قطاع غزة, لتوقع خروج المقاومين من مكان ووقت لا يتوفر أي معلومات حولهما وهذا ما يعرف بالضربات التشتيتية "،كما أضاف أبو هاني.

واستخدمت المقاومة الفلسطينية الأنفاق منذ قبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 , من خلال عدة أنفاق بدائية في شكلها وقدرتها, إلا أنه في الفترة الحالية تطورت الأنفاق بشكل ملحوظ كمًا ونوعًا وهذا ما شكل هاجس رعب لدى قادة الإحتلال (الإسرائيلي).

اخبار ذات صلة