تكاثرت الأخبار التي أوردتها وسائل إعلام (إسرائيلية) حول انتهاء العملية العسكرية الواسعة في الضفة المحتلة ونفاد ما يسمى ببنك الأهداف وتقليص عمليات التفتيش والاقتحام والتركيز فقط على إعادة الجنود "المأسورين"، ولكن غابت عن المتابعين عبارة حملت الكثير من المعاني تفيد باستمرار عمليات ضرب حركة حماس.
ولا تعني تلك إلا استمرارا للعملية العسكرية التي استهدفت برمّتها أنصار وقيادات ونواب حماس والمؤسسات التي يدعي الاحتلال أنها تابعة لها، لتظهر فبركات الإعلام العبري الذي يحاول طمأنة المجتمع الدولي ولكنه على أرض الواقع يكثف عمليته المسعورة.
تزايد الهجمة
ووفقا لشهادات مواطنين خاصة في جنوب الضفة تزايدت الهجمة الشرسة (الإسرائيلية) بحق قيادات وأنصار حماس وكان آخرهم نواب من الحركة في مدينة بيت لحم.
وتقول عائلة القيادي الشيخ حسن الورديان من قرية هندازة شرق بيت لحم لـ"الرسالة نت" إن قوات الاحتلال داهمت منزلها بعد محاصرته وانتشر الجنود بكثافة داخله وعبثوا بمحتويات المنزل قبل اعتقال الشيخ الورديان.
وتفيد العائلة أن هذا هو الاعتقال العاشر للشيخ الذي أمضى 11 عاما في سجون الاحتلال وهو والد لأسيرين في السجون أحدهما إداري خاض الإضراب المفتوح عن الطعام لمدة 63 يوما، مبينة أن ما زعمه الاحتلال من تخفيف الحملة العسكرية تفنّده مشاهد فجر الأربعاء التي شهدت اقتحامات واسعة لبيت لحم واعتقال نائبين وقيادي وأسير محرر.
وفي بلدة يطا جنوب الخليل كان المشهد أكثر بربرية؛ حيث بالإمكان القول إن الاحتلال اجتاحها بشكل كامل بعد اقتحامها من محاورها الأربعة ليظهر زيف الادعاء (الإسرائيلي).
ويقول الناشط الشعبي راتب الجبور لـ"الرسالة نت" إن قوات الاحتلال داهمت البلدة بأكثر من 500 جندي شرعوا بأعمال تفتيش واسعة طالت أكثر من 100 منزل، واتسمت عملية الاقتحام بالهمجية والوحشية حيث تعمد الجنود تخريب المحتويات وتحطيم الأثاث وتفجير أبواب المنازل وترويع الأطفال والنساء.
ويتحدث الجبور عن سرقة الاحتلال مبالغ مالية من منازل المواطنين ومصاغات ذهبية كما حصل مع عائلة اليتيم التي تمت مصادرة ألف دينار من منزلها ومصاغ ذهبي، في حين تواصلت أعمال التفتيش والمداهمة حتى ساعات الصباح مع نصب حواجز عسكرية مفاجئة على مداخل البلدة.
ويضيف: "كل الذي حدث في يطا وفي بلدات أخرى في الخليل بعد ساعات فقط من حديث (إسرائيلي) حول إنهاء العملية يبين مدى عدم مصداقية الاحتلال وأن العملية ما زالت مستمرة".
وفي الخليل تظهر الصور المتوافدة من منازل المواطنين إقدام الجنود على أعمال انتقامية من تفجير داخل المنازل وتخريب البلاط وأحواض الاستحمام وإجراء أعمال تفتيش وحفر بوسائل بدائية داخلها.
النتيجة صفر
ومن ضمن ما تناوله الإعلام العبري الحديث عن أن نتيجة العملية العسكرية حتى الآن هو صفر كبير؛ وبلا شك أن هذه معلومات صحيحة فالاحتلال لم يتوصل بعد إلى الجنود "المأسورين" أو حتى طرف خيط يدل على مكانهم أو هوية "آسريهم".
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي خالد العمايرة من الخليل أن الإعلام العبري يصعب تصديقه أو الثقة به لأنه في مجمله مجرد انعكاس عن المستوى السياسي والعسكري والاستخباري (الإسرائيلي)، لافتا إلى أنه شخصيا لا يعول كثيرا عما يسمعه أو يشاهده من وسائل الإعلام العبرية.
ولكن العمايرة وخلال حديثه لـ"الرسالة نت" يعتبر أن شيئا واحدا يتفق عليه الجميع وهو أن الحملة العسكرية والاستخباراتية المكثفة على مدن الضفة لم تؤت أكلها وكانت نتيجتها الصفر كما نشرت صحيفة يديعوت احرونوت باللغة الإنجليزية على موقعها الإلكتروني.