الرسالة نت - كمال عليان
من حي الصبرة شرق مدينة غزة نتحدث، وعن أبطالها نتكلم، وصفحات مجد نسطر، وذكريات تلوح أمام ناظرينا، أخرجتنا عن صمتنا، ونحن نستشعر عظمة الفكرة وروعة الانتماء، هذا ما جادت به قريحة الرسالة لتصف حياة ذلك الرجل المقعد الذي لم تلن له عزيمة ولم يكل له ساعد وهو يقدم لهذا الدين، فلم تكن الشهادة على أرض فلسطين يوما حلما بعيد المنال، فهو مؤسس حركة حماس التي أرضعت أبناءها لبن العزة والكرامة وعلمتهم عدم الركوع أو الخضوع لأي شيء مهما كان، نحن نتحدث اليوم عن الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد القائد أحمد إسماعيل ياسين، في عيون قادة الفصائل الفلسطينية.
مثالا للوحدة
" كان يعتبر إنسان في زمن خلت منه معنى الإنسانية والوفاء للوطن، حمل لواء النصر والمقاومة على عاتقه، لم ييأس من الحياة عندما أصبح قعيداً أسير الكرسي المتحرك فقد حرك العالم بكرسيه"، بهذه الكلمات بدأ الشيخ نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي حديثه عن الشيخ أحمد ياسين.
وأضاف في حديثه لـ"الرسالة نت " :" لقد كان الياسين واحدا من قادة الشعب الفلسطيني ورموز المقاومة في المنطقة"، مؤكدا أنه استطاع أن يجعل من حركة حماس اسما صعبا في مواجهة الاحتلال وأعوانه.
ووصف عزام الشيخ ياسين بالحريص دائما على وحدة الشعب الفلسطيني رغم أن أفكاره الإسلامية كانت تتعارض كثيرا مع أفكار الآخرين، موضحا أنه حرص كثيرا على تطوير وتوطيد العلاقة بين جميع الفصائل وبالذات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وتابع القيادي في الجهاد:" لم ينل الاحتلال يوماً من عزمه وإرادته وهذا ما جعله رمزاً يتحذى به ومثلاً أعلى لكل من أحبه"، لافتا إلى أن الياسين حينما استشهد في الثاني والعشرين من شهر مارس لعام 2004 اختلطت المشاعر بين فرح؛ لأن الشهادة كانت أمنيته الأولى، وحزن؛ لأن فراقه كان خسارة للأمة وللقضية الفلسطينية التي آمن بعدالتها.
نفتقده كثيرا
وبدوره أكد صالح زيدان القيادي في الجهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على أن الشيخ ياسين ما زال حيا بمواقفه التي تخدم الشعب الفلسطيني، موضحا أنه كان عنوانا رئيسيا من عناوين المقاومة ضد الاحتلال واتسامه بالواقعية وسياسة القواسم المشتركة.
وقال لـ"الرسالة نت " :" نفتقده كثيرا في هذه الأيام حيث الانقسام وبوادر انتفاضة ثالثة ولكن عزاؤنا فيه هو متابعة الكفاح والنضال واستكمال المسيرة التي استشهد من أجلها"، مبينا أن الشيخ أفنى حياته في سبيل انتصار الحقوق والقضية الفلسطينية.
كان أبا للجميع
ومن جهته أكد جميل المجدلاوي القيادي في الجهة الشعبية لتحرير فلسطين " أن "قضية الشيخ ياسين تتلخَّص في إيمانه العميق بفكرته؛ ما جعل كلماته التي تخرج من فمه عبارةً عن كتل نارية نحو الاحتلال".
وقال أن الشيخ الشهيد كان رمزًا للوحدة في حياته حتى داخل السجون والمعتقلات، واستطاع أن يُنهي دوره المنوط به في كافة مجالات العمل الوطني والجهادي"، مشيرًا إلى أنه كان يتمتع بالتصميم على الثوابت رغم مرونته في القضايا الفرعية؛ من أجل إخماد حالات التوتر في الساحة الفلسطينية.
وأشار المجدلاوي إلى أن الياسين كان أبا لكل أبناء فلسطين ومثالا للصلابة وقوة العزيمة، مؤكدًا أن الفصائل الفلسطينية ستبقى على العهد مع الشهداء ومعه حتى تحرير كامل فلسطين.
كانت هذه كلمات الفصائل الفلسطينية في ذكرى استشهاد الشيخ ياسين السادسة، تملّكهم الحزن على فقده والفرح على حصوله على تمنى وهي الشهادة.
كانت تلك الآراء والأجواء حين أعلن نبأ الاستشهاد، والغريب أن المشهد والآراء ذاتها كانت سيدة الموقف في الذكرى السادسة لاستشهاده.