على وقع أزيز الطائرات (الإسرائيلية) تناول الغزيون سحورهم في أول أيام الشهر الفضيل، تلك الطائرات فيما يبدو ستبقى سماء غزة مسرحا لها خلال الأيام المقبلة كمحاولة للتخفيف من حدة الانتقادات التي يتلقاها جيش الاحتلال الذي لم يتوصل إلى معلومات تدل على جنوده المفقودين حتى اللحظة.
ورغم أن محللين استبعدوا شن عدوان بري موسع ضد قطاع غزة إلا أنهم توقعوا موجة متكررة من الضربات الجوية لأهداف قد تطال شخصيات وأهداف مدنية.
وكان وزير خارجية (إسرائيل)، أفيغدور ليبرمان، قد دعا أمس الأحد، الحكومة (الإسرائيلية) إلى دراسة إعادة احتلال القطاع.
وقال ليبرمان في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش: "علينا أن ندرس إمكانية الذهاب إلى بديل يتمثل باحتلال كامل لغزة، لأن العمليات العسكرية محدودة النطاق إنما تعزز حماس ولذلك فإن البديل واضح، ولا يوجد أي سيناريو وسطي".
بدوره، فإن المحلل السياسي عبد الستار قاسم توقع أن توسّع دولة الاحتلال دائرة الاستهداف، قائلا: "سيتم قصف مواقع عسكرية تابعة للمقاومة وأخرى مدنية، ومن المحتمل أن تتوسع الدائرة لتشمل اغتيالات لقيادات سياسية من حماس والجهاد".
ومع الفشل الاستخباراتي والأمني في الحملة (الإسرائيلية) الأخيرة في الضفة, يتوقع مراقبون أن يبدأ الاحتلال بتصعيد اعتداءاته على غزة في محاولة للمداراة على ذلك الفشل، خاصة أن الأجواء العالمية مهيأة لكي ينفّذ الاحتلال مثل هذه الضربة في الوقت الحالي بحجة تداعيات عملية الخليل, ووضع حد للصواريخ التي تطلقها المقاومة.
فيما هدَّد مسؤول عسكري (إسرائيلي) أن الجيش لن يتوقف عن العمليات التي ينفّذها بالضفة المحتلة الغربية، خلال شهر رمضان.
وقال المسؤول للقناة العاشرة بالتلفزيون (الإسرائيلي): "شهر رمضان الذي يقدِّسه المسلمون لن يُثْنِيَنا عن مواصلة العمليات العسكرية، لإيجاد المخطوفين الثلاثة ".
وأضاف: "الجيش سيوجّه ضربات موجعة للبنية التحتية لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلال هذا الشهر".
وأردف: "رئيس الأركان اللواء بني جنتس، لم يعط أي تعليمات تشير إلى تغيير جذري للعمليات العسكرية خلال رمضان".
من ناحيته قال المختص بالشؤون (الإسرائيلية) د .هشام أبو هاشم أنّ أي تصعيد مقبل لن يكون قويًا وموسعًا وسيقتصر على استهداف شخصيات وأهداف للمقاومة.
واعتبر أبو هاشم أن ما سبق يتوقف على قوة رد المقاومة وصواريخها ومدى إصابتها لأهداف داخل (إسرائيل).
وتعقيبا على اغتيال احتلال ناشطين فلسطينيين يوم الجمعة قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن الاحتلال يريد بالقصف الأخير على غزة دحرجة كرة اللهب، لخلط الأوراق وإرباك المشهد، ما ينذر بتصعيد آتٍ يتحمل الاحتلال مسؤولية تبعاته.
وأضاف الرشق في تصريح عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "أن اغتيال نشطاء فلسطينيون يعني أن الاحتلال بدأ يقفد أعصابه، ويتصرف بحمق سياسي، ليشغل الرأي العام الصهيوني عن قضية المستوطنين الثلاثة".
ويرى عسكريون أن دولة الاحتلال أسقطت من حساباتها إعادة احتلال غزة، مستبعدين أن يقدم الاحتلال على اغتيال شخصيات قيادية من الصف الأول بل ستكتفي بعمليات يومية تستهدف مواقع عسكرية وشخصيات ميدانية من الصف الثاني .