"الانتقام بالدم" كلمات خطها مستوطنون على جدران منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة تعبيرا عن رغبتهم في الانتقام وبث الرعب في قلوب المواطنين، لكن اولئك المستوطنين لا يعلمون أن السحر قد ينقلب على الساحر وقد ينفجر برميل البارود في أي لحظة نتيجة تصاعد الاعتداءات.
وتشير المعطيات الى أن حادثة استشهاد الفتى محمد حسين أبو خضير (16 عاما) الذي اختطف من أمام منزله في شعفاط وعثر على جثمانه محروقا في أحراش قرب قرية دير ياسين فجر الأربعاء، بالإضافة الى حرق منازل ومزارع، وارتفاع وتيرة الانتهاكات بحق الأقصى، ، ستشكل نقطة فارقة قد تغير أوضاع الضفة وتقلبها رأسا على عقب خاصة أن كل اعتداء يجعل الأوضاع تقترب من حافة الهاوية.
الوضع قد ينفجر
ودلالة على غليان الضفة، خرج أهالي حي شعفاط شمال القدس في مظاهرات غاضبة واندلعت مواجهات مع الاحتلال لازالت قائمة حتى لحظة إعداد هذا التقرير مخلفة اصابات في صفوف المواطنين.
"فارس: إن استمر الوضع على ما هو عليه الآن فعلينا الا نستبعد اندلاع انتفاضة جديدة
"
وسبق حادثة اختطاف وقتل الفتى أبو خضير حوادث عديدة من بينها محاولة مستوطن اختطاف الطفل موسى رامي زلوم (8 سنوات) اثناء سيره برفقة والدته في حي بيت حنينا، الا أن تجمهر المواطنين وتدخلهم في الوقت المناسب أفشل محاولة الخطف.
وفي مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم، ما تزال الطفلة سنابل محمد الطوس (9 سنوات) ترقد على سرير الشفاء جراء الاصابات الخطيرة التي تعرضت لها بعد أن دهسها مستوطن قرب قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم، وتعاني من كسر في القدم وكسرين آخرين في منطقة الحوض وجروح في الرأس ومختلف انحاء الجسم.
السلطة ستمنعها
ممارسات الاحتلال السابقة غضت السلطة الطرف عنها، حيث اكتفى رئيسها محمود عباس بمطالبة خجولة بالتحقيق في مقتل الطفل أبو خضير، ما أثار غضب المواطنين خاصة بعد مجموعة من التصريحات المهينة التي خرجت على لسانه.
مراقبون حذروا من غضب قد يطال السلطة قبل الاحتلال بسبب تصريحاتها المتكررة على لسان رئيسها وبعض قياداتها برفضهم لأي انتفاضة والسعي لوقفها، اخرها كان تصريح وزير الخارجية رياض المالكي الذي أكد فيه أن رئيس السلطة محمود عباس سيمنع أي انتفاضة في الضفة رغم التوترات المتزايدة مع الاحتلال هناك.
وفي السياق قال عثمان عثمان الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، إن الضفة تعيش حالة غليان في ظل الوضع المتأزم بين الفلسطينيين والجيش (الإسرائيلي).
واستبعد عثمان أن يرتقي التصعيد الحاصل من الأهالي إلى انتفاضة شاملة وذلك لعدة اسباب منها حرص السلطة على منع حدوثها وتردي اوضاع الضفة الاقتصادية واعتماد الاف من الموظفين على رواتب السلطة كمصدر رئيس لقوتهم اليومي.
وقال: "اعلان عباس بانه سيمنع حدوث أي انتفاضة في الضفة سيؤدي الى انقسام الشعب وتأزم الوضع لصالح دولة الاحتلال والاستيطان"، مستهجنا في الوقت نفسه طلب ابو مازن من نتنياهو محاسبة الجناة في قتل وحرق الطفل. ووصف الطلب بـ"الخجول لحفظ ماء وجهه".
واستبعد حدوث انفجار في وجه السلطة، معتبرا ان ما سيجري لن يتعدى مستوى الذم والقدح والتنسيق الامني.
غضب عارم
لكن القيادي في حركة فتح قدورة فارس لم يستبعد انتفاضة ثالثة ستكون بدايتها ضد أبو مازن، ثم تنتقل ضد الاحتلال.
وقال فارس في تصريحات لصحيفة معاريف العبرية: "إن استمر الوضع على ما هو عليه الآن فعلينا الا نستبعد اندلاع انتفاضة جديدة والتي ستكون في البداية نحو السلطة وأجهزتها الأمنية، ومن ثم ضد (إسرائيل).
"الحلايقة: الأوضاع في الضفة تتجه نحو الانفجار، نتيجة تزايد وتيرة الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال ضد المقاومة.
"
بدورها أكدت النائب سميرة الحلايقة أن الأوضاع في الضفة تتجه نحو الانفجار، نتيجة تزايد وتيرة الحملة العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال ضد المقاومة.
وقالت الحلايقة إن "الوضع هناك مظلم وضبابي، وإذا ما قرّر الشعب أن ينتفض فلن ينتظر إذناً من أحد".
وأضافت أن استمرار الحملة هو جزء من حملة الاستئصال التي يقوم الاحتلال ضد المقاومة وحركة حماس بشكل خاص، مؤكدةً أن هذه الحملة هي الأضخم والأكبر، وهدفها التخريب وتشديد الحصار على غزة.