قائمة الموقع

"إسرائيل" تلوي ذراع القوة العظمى لدفعها حسم ملف إيران

2010-03-22T17:13:00+02:00

وسام عفيفة    

رغم الغبار الذي ثار على مدار أسبوعين , وتحديدا عقب زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن  إلى دولة الاحتلال – الا ان الصورة بدأت تتضح بعد انقشاع الغبار .

قوة  المصالح الإستراتيجية والمصير الذي يربط "إسرائيل بالولايات المتحدة" أهم  من ان تضعفه اهانة لبايدن أو سوء فهم إسرائيلي بسبب ملف الاستيطان والقدس.

الأتربة التي حملتها العاصفة أغلقت عيون البعض في المنطقة عن حقيقة الهدف من وراء التحرك الأمريكي الأخير بالتوافق مع الاحتلال والذي يركز بشكل أساسي على الملف النووي الإيراني أكثر من مسار التسوية الفلسطيني الإسرائيلي.

روبرت ساتلوف وهو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن  لدراسات الشرق الأوسط   عبر عن التوجه الأمريكي ومدى التقائه و اختلافه مع الموقف الإسرائيلي باعتبار انه العنوان الأهم لزيارة بايدن وخطابه في "إسرائيل."

ويقول : على الرغم من أن بادين قال بأنه "لا توجد مسافة" بين واشنطن والقدس حول القضايا الأمنية، لكن واقع الأمر هو أن لديهما خطوطا حمراء مختلفة فيما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني. فكما أشار بايدن، بتكراره تصريحات سابقة أدلى بها أوباما، إن الخط الأحمر للولايات المتحدة هو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية؛ بينما يتمثل الخط الأحمر لإسرائيل، كما ذُكر مراراً وتكراراً من قبل نتنياهو وغيره، هو منع إيران من تحقيق "القدرة العسكرية النووية" -- وهو شرط أوسع بكثير من الخط الأحمر للولايات المتحدة. وفي وقت مستقبلي ليس بالبعيد، قد يثير هذا التباين خلافا عمليا بين الجانبين. وإذا ما حدث ذلك، فإن احتمال حدوث نزاع بغيض هو حقيقي.

إذا, الخلاف الحقيقي هو حول الملف النووي الإيراني, أما الملف الفلسطيني فهو ورقة للمساومة وجسر لتحقق دولة الاحتلال اكبر ضغط ممكن على الإدارة الأمريكية .

في "إسرائيل" يفهمون المعادلة جيدا ..  اوباما بحاجة لحراك على مسار التسوية لان الطريق لإيران -كما حدث للعراق سابقا- تمر عبر فلسطين.

دولة الاحتلال تريد ان تجبي ثمنا باهظا مقابل أي تنازل في الملف الفلسطيني , لا يوجد بعد اليوم جوائز ترضية حتى للحليف الاستراتيجي "أمريكا ".

ساتلوف  يرى إدارة أوباما تحتاج إلى التعامل بحذر والتصرف بحكمة وإلا ستخاطر بانهيار كامل لإستراتيجيتها "الجديدة والمحسنة" في الشرق الأوسط.

ومن المناسب أن يُطلب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات لمنع وزراء فرديين من الإعلان عن قرارات ,مثل تلك التي اتخذها وزير الداخلية من حزب "شاس" إيلي يشاي، بشان الاستيطان، وفي الوقت نفسه، تحتاج الإدارة الأمريكية – بحسب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن  لدراسات الشرق الأوسط -  إلى تجنب المطالب التي تقوض الغرض الحقيقي من زيارة بايدن، تلك المطالب التي تشكل تهديداً للأولويات الإستراتيجية المعاد ترتيبها والتي جاءت بمثابة "تصحيح مسار مفيد" لسياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط.

هناك حالة من الضبابية في فهم الطرف الأقوى في الأزمة القائمة بين دولة الاحتلال وأمريكا , لكن المعطيات ونتائج المواجهة من خلال الاتصالات الهاتفية ,والتوبيخ , والتصريحات الأخيرة لرؤوس الإدارة الأمريكية ,  تظهر ان "إسرائيل" هي من تمتلك أدوات التهديد ,وقد وجهت رسائل ضمنية وصلت للإدارة الامريكية, من خلال مجموعات الضغط الصهيونية وخصوصا "ايباك"  فحواها .. إياك أن تفكر يا اوباما في تغيير قواعد اللعبة في الحلبة الحزبية والسياسية الإسرائيلية,لصالح إزاحة نتنياهو عن الحكم ,لان الظروف والقواعد منذ عهد بوش الأب تغيرت كثيرا يوم نجح في الضغط على شامير لسحب تنازلات لصالح مسار التسوية.

"إسرائيل" تدفع الولايات المتحدة نحو اتخاذ موقف أكثر حسما وتشددا اتجاه الملف الإيراني.

وإلا فإنها ستفجر ألغاما في القدس , وغزة ,وربما لبنان, تصل شظاياها إلى واشنطن, التي ستضر الى القيام بدور الإطفائي لإخماد النيران.

 "اسرائيل" ربيبة الولايات المتحدة و لم يعد بالإمكان التبرؤ منها, فهما يجمعهما مستقبل مصيري.

 

 

 

اخبار ذات صلة