بدخول طائرات بدون طيار إلى ساحة المواجهة ولكن هذه المرة سلاح في يد المقاومة في اليوم الثامن من الموجهة فإن كتائب القسام تكشف عن فصل جديد من التقدم والتطور الكبير في الصناعات العسكرية والأسلحة والتكتيكات الميدانية ضمن سلسلة مفاجآت صادمة للاحتلال بعدما أصبح عمق دولة الاحتلال مستباحا بأكثر من سلاح في يد القسام، وهذه المرة عبر طائرات "أبابيل".
وباشرت إسرائيل بالتحقيق في كيفية وصول الطائرة وبهذا الحجم إلى شواطئ مدينة اسدود وعدم اكتشافها إلا بعد فترة زمنية طويلة، معتبره الأوساط الأمنية تسلل هذه الطائرة وصولا إلى مدينة اسدود تطور نوعي في قدرة حركة حماس .
ويبدو ان المقاومة استخلصت الدروس واستفادت من تجربتها في حرب الفرقان 2008-2009 مورا بـ"حجارة السجيل" 2012 واستثمرت فترات التهدئة في الإعداد والتجهيز العسكري واستطاعت أن تتهيأ وترسم سيناريو المواجهة الحالية والتحكم بزمام المبادرة.
ومن أبرز عناصر التطور التي تم الكشف عنها حتى اللحظة قدرات المقاومة الصاروخية، بعدما دخلت للمواجهة مديات جديدة وصلت إلى عصب دولة الاحتلال وأصبحت تهدد مدنه من الشمال إلى الجنوب دون أن تتمكن طائرات الاحتلال بكافة تشكيلاتها وأجهزة الرصد الإلكتروني المختلفة من واستهداف منصات الصواريخ أو آليات النقل والشحن والتوجيه.
وأبرز ما يثير حيرة وتخبط جيش الاحتلال بحسب ما تشير مصادر صهيونية الوسائل والطرق الغامضة في إعداد وإطلاق الصواريخ والتحكم بها عن بعد، بحيث يمتلك المقاتلين القدرة على شحن منصات الاطلاق مجددا بشكل سري دون ان تتمكن طائرات الاحتلال من كشفهم أو قصفهم.
أما التطور الاخر الذي ظهر في المواجهة الراهنة هو قدرة المقاومة على تحديث انظمة التحكم والاتصال الداخلية، حيث نجح الاحتلال خلال حرب الفرقان (2009) من استهداف أنظمة اتصال المقاومة، لكنه الآن عاجز عن مجرد التشويش عليها، الامر منح المقاومة اليوم هامش وحرية في الاتصال والمناورة بثقة عالية.
وأمام الإخفاق الاستخباري والعسكري في ظل فراغ بنك أهدافه تواصل المقاومة عملياتها جوا وبرا وبحرا، وفي المجال الإلكتروني والحرب النفسية، ومن المتوقع أن يشكل استخدام القسام طائرات بدون الطيار بأنواعها الثلاث (استطلاع-قصف-تفجير) تأثيرا مهما في الحرب البرية حال قرر الاحتلال الانتقال لها في ظل انحصار خياراته العسكرية الأخرى واستنفاذ فاعلية الغارات الجوية.
وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن مهندسيها تمكنوا من تصنيع طائرات بدون طيار تحمل اسم "أبابيل1"، وأنتجت منها الكتائب 3 نماذج: طائرة A1A وهي ذات مهام استطلاعية، وطائرة A1B وهي ذات مهام هجومية-إلقاء، وطائرة A1C وهي ذات مهام هجومية-انتحارية.
وقد اعترف رئيس قسم الأبحاث الفضائية في إسرائيل تال عنبر بعد فحصه الطائرة بدون طيار: "يجب عدم الاستهتار بقدرات حماس التكنولوجية ". ويسعى قادة حكومة الاحتلال تجنب هذا خيار الحرب البرية، واعترفت المصادر الإعلامية المقربة من الجيش:" أنه لا يمكن توقع المفاجآت التي يمكن أن تحضرها من المقاومة"
ولفتت صحيفة معاريف اليوم الاثنين إلى أن الكابينت في ورطة شديدة – حيرة كبيرة -حول الدخول إلى عملية برية، أو وقف إطلاق النار من جانب واحد، موضحة أن فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد أثبتت أن لديها القدرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى ما بعد حيفا.
وتبقى تكتيكات وتطور قدرات المقاومة خصوصا لدى كتائب القسام علامة فارقة في المواجهة الحالية سوف تلقي بظلالها على أي جهود سياسية لاحقا وستعيد إرساء قواعد الردع المتبادل على أسس جديدة.