قائمة الموقع

سلاح البحر تكتيك جديد يعكس جرأة المقاومة

2014-07-15T16:45:55+03:00
(صورة أرشيفية)
الرسالة نت- محمود هنية

في غمرة العدوان على قطاع غزة، ضربت المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيلي بعملية نوعية، تمثلت في اقتحام مجموعة خاصة من كتائب القسام، قاعدة زيكيم البحرية، على شواطئ عسقلان.

العملية بكل اعتباراتها الأمنية أظهرت برأي مراقبين تقديرا عمليا لمدى استعداد المقاومة للمواجهة، وعكست مدى هشاشة الأمن الإسرائيلي.

فور العملية، خرج رئيس مجلس عسقلان الإقليمي ليقول إن "يقظة جنود الجيش منعت عملية كادت أن تتسبب بكارثة في حال وصل المسلحون منازل المستوطنين".

بعدها حاول الاحتلال أن يرد الصاع للمقاومة بإنزال جوي للكوماندوز البحري الاسرائيلي، ليتلقى صفعة أخرى لم تتوقعها القيادة العسكرية، التي تحدثت لاحقا عن "فاجعة كبيرة" تعرض لها جنودها خلال محاولة اقتحام فاشلة لمنطقة السودانية غرب غزة.

سلاح البحر، عنصر جديد أدخلته المقاومة الفلسطينية، كشفت من خلاله عورة الاستخبارات الإسرائيلية، واخترقت الواقع الأمني للكيان، وقد أحدث بتقدير الخبراء، إرباكا لنظرية استتباب الأمن لدى الاحتلال.

الباحث الأمني الدكتور رأفت مرة من بيروت قال لـ"الرسالة نت" إن المقاومة بسلاح البحر، استطاعت نقل المعركة إلى قلب الكيان، وهشّمت من خلاله منظور السياج الأمني الحامي للمستوطنين.

وأكد أن سلاح البحر نزع عناصر القوة من الاحتلال، وأفرغ العدوان من أهدافه، وخلق تصدّعات في تركيبته الأمنية والعسكرية والاستخبارية، موضحا أن المقاومة استخدمته ضمن مجموعة من الأوراق لتوسيع دائرة المواجهة، ما يدلل على جرأتها وإقدامها، وامتلاكها المبادرة.

وأشار مرة إلى أن المقاومة نجحت في تقديم مشهد قيادي "رائع" من خلال إدارة المعركة، وتوجيه الرأي العام، والتنسيق بين المستويات السياسية والعسكرية، وأنها زاوجت في الأوراق والأدوار، "بينما ظلّ المشهد الإسرائيلي مأزوما وعاجزا، ومترددا، ليصحّ القول إن قرار المقاومة بالمواجهة هو قديم وثابت، وأنها لم تخسر الوقت في الإعداد"، وفق قوله.

ويوافقه الرأي اللواء والخبير الأمني والاستراتيجي ياسين سويد، الذي أكد أن المقاومة تميزت بقدرتها على إدخال عناصر جديدة في المعركة، ما يدلل على قوتها وجهوزيتها.

ورأى في حديث لـ"الرسالة نت" أن قدرة المقاومة على ادخال أوراق قوة جديدة في المواجهة، يعني بداية انهيار المشروع الأمني الاستراتيجي لـ(إسرائيل)، عبر تحطيم نظرية التفوق الأمني التي لطالما تباهت بها في المنطقة.

واعتقد سويد أن ما فعلته المقاومة لم تستطع فعله دول عربية بعينها، مبينا أن سلاح البحر يعد من أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها الجهات المحاربة في تجاوز النظرية الأمنية الى جانب السلاح الجوي، "لاسيما أنه يعتمد على قواعد عسكرية محصنة بريا وبحريا، ولذا فهو يتطلب قدرات عسكرية متقنة ومعقدة من ناحية الهجوم".

اخبار ذات صلة