طالبت المجموعة العربية في الأمم المتحدة عبر الأردن بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي حول تطورات بدء هجوم بري إسرائيلي على قطاع غزة، في حين توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد "الإسرائيلي" وبسقوط قتلى بين المدنيين الفلسطينيين في العدوان المستمر لليوم العاشر على غزة وخلف أكثر من 261 شهيدا بينهم 52 طفلا، ونحو 1800 جريح.
وفيما يتسارع التحرك العربي لعقد هذا الاجتماع مساء اليوم الجمعة بتوقيت غزة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الجامعة العربية تعمل على تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها.
وجاءت تصريحات العربي في كلمته أمام أعمال الدورة الـ21 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي حول العدوان "الإسرائيلي" على غزة والتي عقدت الخميس بمقر جامعة الدول العربية.
من جهتها نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن الهجوم البري الذي بدأته إسرائيل مساء الخميس سيؤدي إلى "مزيد من الدماء" وسيعقد جهود إنهاء العدوان.
في السياق طالبت مصر في بيان صدر مساء الخميس إسرائيل "بتوخي أقصى درجات ضبط النفس من خلال وقف أعمال القصف والاجتياحات البرية التي لا تزيد الموقف إلا اشتعالا ولا توفر لها الأمن".
ودعت مصر المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الكاملة في مواجهة هذا التصعيد الخطير والحيلولة دون استمراره لما يمثله من تهديد للاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها، والعمل على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
قلق دولي
وعلى الصعيد الدولي، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى "تفادي تصعيد جديد" بعد بدء الهجوم "الإسرائيلي" البري على غزة.
وسبق أن حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي إسرائيل على مضاعفة جهودها للحؤول دون سقوط ضحايا مدنيين في قطاع غزة.
وأعربت المتحدثة عن الأسى لاستشهاد أربعة أطفال فلسطينيين عند شاطئ غزة بقصف إسرائيلي، كما أعربت عن اعتقادها أن بإمكان "إسرائيل" القيام بالمزيد لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.
وقالت ساكي "نشعر بالأسى جراء حصيلة الشهداء المرتفعة من المدنيين في غزة، بما فيها استشهاد أربعة أطفال فلسطينيين أبرياء عندما كانوا يلعبون عند شاطئ غزة، التقارير كانت مرعبة والصور كانت مرعبة وشريط الفيديو كان مرعبا".
واعتبرت أن "هذا الحدث المأساوي يشير بوضوح إلى أنه يتوجب على إسرائيل اتخاذ جميع الخطوات الممكنة للالتزام بمعاييرها لحماية المدنيين من القتل، وسوف نواصل التشديد على هذه النقطة مع إسرائيل والوزير كيري أثار هذه المسألة أيضا مباشرة".
بان يأسف
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إسرائيل" لبذل مزيد من الجهد لمنع سقوط قتلى مدنيين من الفلسطينيين بعد إعلان بدء الجيش الإسرائيلي هجوما بريا في قطاع غزة.
وقال بان "آسف لأنه رغم دعواتي المتكررة ودعوات الكثير من قادة العالم والمنطقة سويا فإن صراعا خطيرا بالفعل تصاعد اليوم بصورة أكبر، أدعو إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهد لوقف سقوط خسائر من المدنيين".
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الخميس عن "قلق فرنسا الكبير حيال القرار الإسرائيلي البدء بتدخل بري في غزة"، ودعت إسرائيل إلى "ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس".
وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال في بيان إن "فرنسا تعرب عن قلقها الكبير حيال القرار الإسرائيلي البدء بتدخل بري في غزة"، وأضاف أن "حماية السكان المدنيين وتفادي سقوط ضحايا جدد هما أمران أساسيان".
وأكد بيان الخارجية أن الوزير لوران فابيوس سيتوجه اليوم إلى المنطقة "دعما للجهود من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتهدئة دائمة تلبي الحاجات الأمنية لإسرائيل والحاجات الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين".
الجزيرة نت