قائمة الموقع

كيف ينظر الاسرائيليون للمعركة مع حماس؟

2014-07-22T18:46:59+03:00
دبابات الاحتلال على حدود غزة
الرسالة نت- محمود هنية

معارك ضارية شهدتها المناطق الحدودية على قطاع غزة، لم يجرؤ فيها الاحتلال على التقدم داخل المدن برغم ترسانته العسكرية المتطورة، في حين اقتصر بنك أهدافه في الحملة البرية التي أعلن عنها، على استهداف وقتل الآمنين في بيوتهم.

القيادة (الإسرائيلية) بدأت تشق عصاها الغليظة إزاء المؤسسات الاعلامية والحقوقية داخل الاراض المحتلة، متوعدة إياها بحساب عسير حال كشفت عن حقيقة الخسائر التي تلقتها المؤسسة العسكرية.

القيادة العسكرية لم تخف صدمتها إزاء ما واجهته من مقاومة عنيفة في الأحياء الحدودية المتاخمة مع قطاع غزة، وأقرت بوجود مقاومة عنيفة لم تشهدها على مدى السنوات الماضية.

وأقر رئيس وزراء الاحتلال بأنه جنوده يواجهون عملية صعبة ومحفوفة بالمخاطر في القطاع، بينما وصف رئيس الأركان بيني غانتس المعركة بأنها الأشد من بين الحروب التي خاضها خلال سنوات خدمته العسكرية.

وقال غانتس إن جنود الاحتلال يواجهون معركة قاسية وخصوما عنيدين، تفوق قدرتهم قدرة مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان.

واضطرت (إسرائيل) للاستعانة بلواء "غولاني" من شمال الاراضي المحتلة، لنجدة لواء جفعاتي المتخصص بالعمليات العسكرية في الجنوب، لكنه سرعان ما تلقى ضربة مؤلمة على يد المقاومة في معركة شديدة بحي التفاح شمال القطاع، وقد وقع 13 قتيلا بين صفوف اللواء.

وطبقًا لما سربته مصادر لكتائب القسام، فإن قائد عمليات اللواء الخاصة وقائد وحدة الاستطلاع من بين القتلى في العملية، وكذلك أصيب قائد اللواء بإصابات متوسطة دفعت بقيادة الاحتلال لعزله، وتعيين آخر للقيام بمهامه.

المؤسسة الإعلامية لدى (إسرائيل) -طبقا لمراقبين- لم تنجح في تصدير الرواية المعزِزة للموقف الرسمي داخل الاحتلال.

المحلل العسكري "رون بن يشاي" قال من جهته، إن القصص التي تصلنا من ميدان المعركة قاسية وخطيرة.

بينما سرّبت وثيقة إسرائيلية أن الحرب التي يخوضها الجيش الاسرائيلي على تخوم غزة هي الأصعب على الاطلاق منذ قيام الكيان.

من جهته، قال المحلل العسكري في صحيفة معاريف العبرية "يوسي مليمان" إن الاشتباكات التي جرت في حي الشجاعية تعتبر نقطة تحول في المعركة البرية حيث تعد أشد وأعنف من حرب لبنان الثانية.

وأكد مليمان أن الجيش واجه مقاتلين جدد من حماس على مشارف حي الشجاعية، حيث أنه لم يصطدم بهم من قبل في المواجهات السابقة، موضحا أن القوة النارية والتفوق التكنولوجي للجيش لم يردعهم "بل يزيدهم شراسة". وتطرق مليمان إلى ان القصف الاسرائيلي المكثف لحي الشجاعية أعاد ذاكرة مذبحتي صبرا وشاتيلا للفلسطينيين.

مجتمعيًا، سرعان ما  انعكست المواقف الرسمية والاعلامية لدى الاحتلال على أجواء المجتمع (الإسرائيلي)، فيما أشارت تقديرات صدرت عن موقع روتر العبري، بأن 52% من الاسرائيليين يرون بأن الحرب الجارية ليست في صالحهم، وأنها أقرب ما تكون لفاجعة حقيقية.

واشارت التقديرات إلى وجود 63% يدعون لوقف القتال حتى وإن كانت تهدئة تلبي شروط المقاومة.

على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن خلال رصد موقع "الرسالة نت" لعدد من صفحات الاحتلال، عبّر عدد من الشبان الاسرائيليين عن سخطهم إزاء هذه الحرب، فيما رأت الناشطة الاسرائيلية ستاف ساتون بأن "إرادة حماس ناجحة حقا".

وردّ عليها أحد اصدقائها بالقول: "نأسف لقد حددت حماس مواقعها بنجاح، وفرصتها كبيرة".

وما زال الاسرائيليون يبحثون عن مخرج سياسي عبر عدد من الدول لتثبيت اتفاق تهدئة يحافظ على ماء وجهها.

الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، أكد في مقال نشرته صحيفة هآرتس، أن مطالب حماس عادلة ومدنية ولديها الحق فيها، وتساءل: "لماذا لا تصغي قيادة الاحتلال لتلك المطالب الإنسانية المشروعة؟".

وقال إن هذه المطالب تعبر عن احتياجات محقة للفلسطينيين، ولم تكن بحاجة لأن ترد عليها (إسرائيل) بالدم والنار.

مصادر أكدّت لـ"الرسالة نت" أن وزير الخارجية النرويجي طلب من أمير قطر صياغة اتفاق تهدئة سريع حتى وإن لبى الحد الأعلى لمطالب حماس.

وقال جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشروق القطرية، إن قيادات دول اتصلت على الدوحة، وطلبت منها التوصل لبلورة اتفاق سريع يقضي بإعلان اتفاق التهدئة.

اخبار ذات صلة