قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الصيغة التي تنتهجها (إسرائيل) حاليا تجاه عدوانها على قطاع غزة لم تعد "التهدئة في مقابل التهدئة"، ولكنها أصبحت "إعادة الإعمار في مقابل نزع السلاح".
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو كان من بين القادة الذين ينظرون إلى غزة على أنها مصدر للإزعاج يجب السيطرة عليها من خلال حملات دورية، وأنها عقبة في سبيل حل الصراع.
ونقلت عن مستشار نتنياهو للشؤون الخارجية دور جولد قوله إن نزع السلاح قد نجح في حالات أخرى في الشرق الأوسط، مثل قرار مجلس الأمن رقم 687 الذي فرض على صدام حسين التخلي عن أسلحة الدمار الشامل بعد حرب الخليج عام 1991 وموافقة بشار الأسد على تسليم الأسلحة الكيماوية الصيف الماضي.
أكد أن نتنياهو الآن لديه هدف "واضح واستراتيجي" لنزع السلاح عن غزة. لكن المفاوض (الإسرائيلي) السابق جلعاد شير يقول إن هذا الهدف "محدود للغاية،" وأن مفتاح حل الأزمة الآن هو تقوية عباس وحكومته.
وأشار ناثان ثرال من مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه من الخطر على نتنياهو أن يؤكد على مسألة نزع السلاح لأنه لا يستطيع فعل ذلك بدون اللجوء إلى القوة. ولكنه يستطيع استخدام نزع السلاح كبطاقة لتقليل حجم التنازلات التي يقدمها في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة أن شراسة الهجمة (الإسرائيلية) الحالية على قطاع غزة وصلت إلى درجة جعلت نتنياهو نفسه يتحدث عن الحاجة إلى "إغاثة اجتماعية واقتصادية" للقطاع من جراء الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
وتابعت أن نتنياهو الآن يبدو أنه منفتح على فكرة حكومة وحدة وطنية فلسطينية يرأسها محمود عباس على أمل أن يكون ذلك وسيلة للتخلص من سيطرة حماس على قطاع غزة ووقف العنف.
ولكن المحللين (الإسرائيليين) يرون أن الانفتاح الذي يبديه نتنياهو ربما يعكس رغبته في أن يدير الصراع بشكل تكتيكي وليس باستراتيجية طويلة الأمد.
وقال الأكاديمي (الإسرائيلي) شلومو بروم في حواره مع الصحيفة أن نتنياهو ليس لديه أي رؤية، وأنه فقط يحاول تقليل الخسائر بأي شكل وأن يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل العدوان الحالي.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من الحصار على غزة منذ عام 2005، إلا أن (إسرائيل) هي التي تسمح بتوفير بعض الكهرباء إلى القطاع ونقل الحاجات الغذائية الرئيسية مثل اللبن والأرز والسكر.