قال المفكر المصري فهمي هويدي إنه يتعذر التعويل على المبادرة المصرية في وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل). ورأى أن تشكيل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة "لا يحل المشكلة، بقدر ما سيبحث عن ورقة توت تستر العورة"، وفق تعبيره.
وأضاف هويدي في حديث خاص بـ "الرسالة نت"، السبت: "ليس بمقدور المبادرة المصرية أن تحرك شيئا في المسار السياسي بأي درجة من درجات الإيجابية (..) المبادرة كما هي ليست كافية".
لكنه رأى أن "المتاح الآن، تطوير المبادرة بشكل يحقق حدا أدنى من القبول من جانب الفصائل الفلسطينية"، مشيرا إلى أن إصرار المقاومة على رفضها يستدعي إعادة النظر في بنودها ومضمونها تحت أي مسمى.
واعتقد المفكر المصري أن أي تعديل على المبادرة المصرية "سيكون في حدود ورقة التوت ليس أكثر"، مشددا على أن "الذي سيحسم الموقف، هي غزة والدم الفلسطيني".
وكان محمد نزال عضو المكتب السياسي في حماس، قال في تصريح سابق لـ "الرسالة نت" إن الوسطاء ومن لديهم اتصالات مع القاهرة، أبلغونا قبول القيادة المصرية تعديل المبادرة.
وأوضح هويدي أن تشكيل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة جاء بإصرار أمريكي وإسرائيلي ومصري. ورأى أن حركة حماس مضطرة للقبول به.
وأورد ثلاثة أسباب لذلك الإصرار، أولها عدم رغبة الأطراف في أن تعطي حماس كيانا مستقلا، وثانيا إكساب السلطة الفلسطينية بعض الشرعية وترجيح الكفة لصالحها، وإعطاء الانطباع ثالثا بأن السلطة تمارس شيئا على الساحة، إلى جانب تحسين صورتها أمام الشعب الفلسطيني.
بيد أن المفكر المصري أكد أن وجود ممثلين عن حركتي حماس والجهاد "يمكن أن يشكل ضابطا يمنع الانزلاق أو التورط في نقاط تعترض عليها المقاومة".
وكان رئيس السلطة محمود عباس طالب بأن يقتصر الوفد على ممثلين من حماس والجهاد فقط، لكن حماس أصرت على مشاركة بقية الفصائل، ورفْع عدد ممثليها إلى خمسة.
ورغم تأكيد هويدي أنه يتعذر التعويل على المبادرة ما لم يجر تطويرها، إلا أنه قال "إن الطرف المصري لا يريد أن يخسر الدور، لأن المسالة قد تتجه إلى الساحة الإقليمية"، مستدركا: "قد تؤدي ورقة التوت بعض الوظائف".