قائد الطوفان قائد الطوفان

"عقيدة الضاحية" الإسرائيلية أمام جرأة المقاومة

(صورة أرشيفية)
(صورة أرشيفية)

كتب رامي خريس

بينما ينفذ مقاتلو المقاومة الفلسطينية عمليات جريئة خلف خطوط القوات الإسرائيلية الغازية للأراضي في قطاع غزة، يعتمد جيش الاحتلال على قوة نيرانه الجوية والمدفعية في تكبيد المدنيين الفلسطينيين خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية.

آخر العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية كانت شرق مدينة رفح التي اعترف جيش الاحتلال بمقتل عدد من جنوده وفقدان آخر قيل إن رجال المقاومة استطاعوا أسره .

كانت هذه العملية وغيرها من العمليات التي نفذتها كتائب القسام تحديدا تحتاج إلى جرأة كبيرة من المقاتلين الذين التحموا في صفوف الوحدات الخاصة من جيش الاحتلال وكبدوه خسائر فادحة في أرواح الجنود والضباط،وبحسب الخبراء العسكريين استطاع المقاتلون الفلسطينيون "مرمغة شرف العسكرية الاسرائيلية في التراب" فالعمليات بها قدر كبير من الشجاعة والمهنية والاقدام بينما ظهر المقاتلون من طرف الجيش الاسرائيلي – كما في احد المشاهد المصورة- وهو يصرخون ويبكون.

وبعد كل ضربة قوية توجهها المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال مثل ما حصل في عملية "ناحل عوز" في عملية رفح  أو قبل ذلك في عمليات التسلل في "صوفا" أو "العين الثالثة" أو التسلل البحري إلى "زكيم" يخرج المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للإعلان عن توسيع العملية أو اتخاذ خطوات جديدة لما يقول أنها لمحاربة الصواريخ أو الأنفاق أو لنزع سلاح حماس أو للقضاء عليها ، وبدلاً من اقدامه على تنفيذ عمليات قوية ضد المقاومة ورجالها أو توسيع جغرافي للعملية البرية يذهب إلى استخدام ما تتمتع به قواته من قدرات نارية كبيرة لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين وفق خطط عسكرية وتكتيكات خاصة به فمقاتليه عاجزون عن تنفيذ أي عمليات عسكرية جريئة مثل ما يفعل رجال المقاومة الفلسطينية.

وأول ما استخدم من تكتيكات عسكرية لجأ إلى سياسة الأرض المحروقة لاسيما بعد قراره التقدم البري داخل الأراضي الشرقية والشمالية في قطاع غزة حيث بدأت قواته بدك المناطق التي ستدوسها أقدام دباباته لتهيئة ساحة العمليات و"تنظيفها" قبل أن تطأها أقدام جنوده ، واستخدم لتحقيق هذا الغرض مئات الأطنان من المتفجرات جواً وبحراً ومن خلال المدفعية الثقيلة بقذائف الـ (155) ملم.

ومع ازدياد الخسائر التي تتعرض لها قواته وصمود المقاومة لجأ إلى مضاعفة قوة النار التي استخدمها داخل المناطق السكنية منذ بداية الحرب وفقاً لـتكتيك جديد استخدمه في حرب تموز لبنان 2006 والفرقان غزة 2008-2009 ، وأيضاً في حرب حجارة السجيل وهو سياسة (عقيدة الضاحية) التي  تأسّست على ترويع الفلسطينيين، ووأد مقاومتهم، وتكبيدهم ثمنا باهظا بالأرواح والممتلكات.

وبرأي بعض المحللين فإن (إسرائيل) انتهجت في هذه الحرب ما يسمى "عقيدة الضاحية"، نسبة إلى التدمير الذي ألحقته الآلة العسكرية الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت (2006)، وإنها تصرفت في الحرب كدولة هوجاء أو كدولة مجنونة، تردّ بعملية عسكرية كبيرة ووحشية، على "أعداء يتبنون استراتيجياً الاستنزاف وإطلاق النار عن بعد".

وتنبثق هذه السياسة من عقيدة "الجدار الحديدي" التي صاغها زئيف جابوتنسكي زعيم "التيار التنقيحي" في الحركة الصهيونية، في عشرينيات القرن الفائت، وتبناها بعده بن غوريون، ومفادها خلق قناعة لدى الفلسطينيين بعدم جدوى التجرؤ على (إسرائيل)، بجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، يحجمون بعده عن مهاجمتها، وهذه هي أسطورة، أو نظرية، الردع الإسرائيلية.

 

البث المباشر