قائمة الموقع

آخر لحظات المفاوضات "حامية الوطيس"

2014-08-07T10:04:54+03:00
الاحمد وابو مزوق في القاهرة
الرسالة نت - رامي خريس

كما كان متوقعاً فالأخبار الواردة من القاهرة تؤكد أن المفاوضات غير المباشرة حول التهدئة "حامية الوطيس" وستبقى مستمرة حتى اللحظات الأخيرة إلى ما قبل انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت الذي تدور مناقشات حول تمديده إلا أن حماس ترفض حتى اللحظة الموافقة على مدة أخرى لوقف النار.

ومن المتوقع أن تشهد الساعات القليلة القادمة من المدة المتبقية لإطلاق النار المؤقت نشاطاً مصرياً مكثفاً تجنباً لفشل جولة المباحثات التي ترعاها حالياً بعد اخفاقها السابق في دفع الأطراف للقبول بمبادرتها للتهدئة منتصف شهر يوليو الماضي.

ويعني فشل مفاوضات التهدئة أن جولة جديدة من المواجهة ستبدأ بعد لحظات من انتهاء مدة الـ(72)، ويبدو أن فصائل المقاومة من جهتها مستعدة لهذا الخيار وأرسلت أمس رسالة بذلك عبر تقرير في قناة الجزيرة الفضائية عندما ظهر مقاتلو كتائب القسام في الخطوط الأمامية على الحدود الشرقية لقطاع غزة مؤكدين على درجة جاهزيتهم واستعدادهم للخيارات كافة.

"الوسيط المصري" أو بالأحرى "الطرف المصري" حاول –بحسب بعض المصادر- أن يضغط على الوفد الفلسطيني لتأجيل مناقشة بعض القضايا ومن بينها الميناء والمطار إلا أن ممثلي حماس تصدوا له وأصروا على مطلبهم برفع الحصار كاملاً، ومن الواضح أن المصريين لم يرغبوا برفع الحصار كاملاً أو جزئياً عندما رفضوا اعتبار معبر رفح جزءًا من الحصار.

وبالرغم من الموقف المصري الذي يتعامل سلبياً مع مطالب الفصائل إلا أنه وبحسب مراقبين يمكن أن يتغير بسبب إصرار ممثلي حماس على المطالب الفلسطينية لاسيما وأن هناك وسطاء آخرين (تركيا- قطر) جاهزون لأخذ دور بديل في حال تعثرت المفاوضات الجارية في القاهرة.

ويبدو أن الموقف الفلسطيني ليس أمامه إلا أن يبقى متمسكاً في مطالبه ولاسيما رفع الحصار، وهو الموقف الذي تدعمه جموع الشعب الفلسطيني التي عانت منه لسنوات طويلة وضحّت في سبيل كسره وكان واضحاً أن مطلب رفع الحصار الذي أعلنته المقاومة الفلسطينية بعد بدء المعركة لقي دعماً وحماساً كبيراً من الفلسطينيين بكل فئاتهم.

وبحسب بعض المراقبين فإن ما يدعو للاطمئنان أن هناك تجربة سابقة ناجحة لحركة حماس في مفاوضات شاقة في صفقة وفاء الأحرار، التي تحرر بموجبها ألف وثلاثمائة أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

وفيما يتعلق بـ(إسرائيل) فينقل المختصون بالشأن الاسرائيلي أن هناك قلقاً من تعثر تمديد الهدنة وتنقل المصادر الإسرائيلية أن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية أن :" اسرائيل مستعدة لكل الاحتمالات".

ومع ذلك لا يبدو أن (إسرائيل) ترغب في العودة إلى المواجهات بعد تسريح الاحتياط في جيشها وتغيير التعليمات بشأن الجبهة الداخلية، ولكنها ستبقى تناور حتى آخر لحظة ، وبحسب بعض المصادر فإن الوفد الاسرائيلي طلب تأجيل المطار والميناء والخط الآمن مع الضفة الى مراحل لاحقة وقبل بالتفاوض على رفع الحصار البري والبحري وهناك شبه قبول بتلك النقاط ولكنهم الان سيلعبون على عامل الوقت بالتأجيل والتسويف بهدف اضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية المنهكة من حجم الدمار وحجم النزوح وفي نفس الوقت ضمان استمرار وقف اطلاق النار وادخالنا في مفاوضات ماراثونية كما كان يحدث مع مفاوضات السلطة ويقود هذه السياسة توني بلير.

ويبدو أن هناك مخاوف في دولة الاحتلال من نجاح حماس في فرض شروطها وما قد يسببه هذا على من تداعيات لاحقة ، وينقل المختص في الشأن الاسرائيلي علاء الريماوي أن خلاصة نقاش الخبراء في (إسرائيل) تقول : إذا نجحت حماس في فرض شروطها في القاهرة ستكون أول هزيمة لإسرائيل في البعد الاستراتيجي بعد حرب عام 1973.

على أي حال فإن المعطيات التي فرضها ميدان المعركة ستكون حاضرة لدى مفاوضات الأطراف في القاهرة وستنعكس غالباً على نتائجها، وستتضح الصورة خلال ساعات قليلة.

اخبار ذات صلة