اتفق محللان سياسيان وخبير عسكري على أن خطاب كتائب القسام ليلة أمس حمل دلائل ورسائل للاحتلال الإسرائيلي والوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، وأجمعوا في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" على أن الخطاب أكد أن الكلمة الأخيرة هي للعسكر في الميدان.
وقال المحلل والكاتب السياسي وسام عفيفة، إن القسام حرص على إيصال رسالة للاحتلال بأن المقاومة في غزة مستعدة للمواجهة، موضحا أن أنه ركز خلال خطابة على عنصر مهم في العلوم العسكرية، وهي جولة الاستنزاف مع الاحتلال.
وأضاف عفيفة: "إسرائيل دولة قائمة على الحروب السريعة والخاطفة، ولا تقوى على حروب الاستنزاف"، مشيرا إلى أن القسام أشار في الرسالة الثانية إلى حالة من التناغم والتوافق، وعكس إدارة مشتركة للمعركة الميدانية والسياسية.
واعتبر خطاب القسام "واعدا بامتياز"؛ لأنه تطرق إلى القضية العسكرية بشكل قوي وبنفسٍ أقوى، فضلا عن أنه تحدث بلغة سياسية واعية، وعرّج على القضية الإنسانية من خلال طرح المطالب الفلسطينية على أمل أن يستطيع العالم فهمها، بأن المقاومة تطالب بفك الحصار وليس لها أي مطلب عسكري.
وذكر عفيفة أن القسام رغم أنه قدّم نفسا عاليا في القوة واللغة العسكرية، إلا أنه منح الاحتلال الإسرائيلي ممرا آمنا للخروج من مأزقه، عبر الموافقة على مطالب المقاومة. وتابع: "الكتائب أعطت المفاوض الفلسطيني هامشا للمناورة في تمديد التهدئة، حال جرى التوافق على بعض الشروط الجوهرية، كرفع الحصار وفتح المعابر".
ويوافق عفيفة الرأي، الخبير العسكري واصف عريقات، الذي قال إن القسام أراد إرسال رسالة للاحتلال بأن المقاومة هي من تحدد شكل الميدان ووقت انتهاء الحرب، مبينا أن الكتائب أفشلت النظرية الإسرائيلية، بقدرتها على خوض حروب سريعة وخاطفة، باستخدام الطائرات والمدفعية.
وأوضح عريقات -هو عميد عسكري متقاعد-أن الموقف الفلسطيني ما زال قويا؛ لأنه مبني على الانتصارات التي حققتها المقاومة في الميدان.
أما المحلل والكاتب السياسي إياد القرا، فاهتم بلغة الجسد ورمزية اللباس للمتحدث باسم القسام "أبو عبيدة" في الخطاب. واعتبر أن ظهور أبو عبيدة يؤكد أهمية القضية التي طالبها بها، وهي رفع الحصار، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الخطاب قدّم دعما كبيرا للمفاوض الفلسطيني في القاهرة، ومارس في المقابل ضغوطا كبيرة على الاحتلال.
ونبه القرا إلى أن القسام هدد الاحتلال بشكل واضح بحرب استنزاف، "وهو خيار جديد لم يكن متوقعا، حيث ينسحب المفاوض ويترك المقاومة تتعامل وفق ظروفها، مما يجعل إسرائيل في حالة قلق وضرر دائم يمتد أسابيع وأشهرا"، وفق قوله.