قائمة الموقع

غادة عويس.. "قصف" إعلامي على "إسرائيل"

2014-08-09T11:56:37+03:00
غادة عويس
الرسالة نت- محمود هنية

لم تثنها أنوثتها يومًا عن مواصلة طريقها في مهنة البحث عن المتاعب، وأينما حلّت قدماها عادت نصيرة للمظلومين وعدو لدود مطلوب رأسها للطغاة والمجرمين.

على غير ما اعتاد عليه المتحدثون باسم الاحتلال، باغتتهم جرأة تمردت على مفاهيم الخنوع والاستبداد، متمثلة بصحفية لبنانية جريئة تمثلت لهم بقصف إعلامي حطم روايتهم المزعومة وأوقفها عند حدها، وسرعان ما جعلتهم مدعاة للسخرية والاستهزاء بعد تعريتها لأكاذيبهم على الهواء مباشرة.

على شاشة قناة الجزيرة القطرية الأكثر شهرة في العالم العربي، طلّت المذيعة اللبنانية غادة عويس، كصاورخ جديد في مواجهة الأكذوبة الاسرائيلية، لينتظرها الملايين وبشغف لتشفي غليلهم إزاء من حرّض على غزة وتآمر عليها.

وغادة هي من مواليد عام 1977م، والتحقت بالجزيرة عام 2006م، وكانت أول صحفية عربية دخلت إلى قطاع غزة بعد الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليه عام 2008م.

عويس بدأت في حديثها الخاص مع "الرسالة نت"، بالتأكيد على حبها وتشرفها بغزة وأهلها، التي تكن لهم كل حب وتقدير ولهم مكانة غالية جدًا في قلبها، حيث تعلمت منهم الكثير ولا زالت، كونهم مدرسة بالصمود والكرم والنبل، كما تقول.

المهنية والانسانية

ورغم عدم مقدرتها زيارة القطاع مرة أخرى عبر معبري رفح وإيرز بسبب عملها في قناة الجزيرة وحملها للجنسية اللبنانية، إلّا أنها بدت أكثر إصرارًا بالدفاع عن القضية وابداء تعاطفها معها، بشكل أثار جنون الاحتلال ومن سار في ركبه.

بداية، توضح عويس بأن تغطية الجزيرة للأحداث في غزة، كانت قمة في المهنية ولم تكن منحازة للفلسطينيين بل كانت تنقل الواقع كما هو بما فيه من جرائم ومذابح وانتهاكات ارتكبها الاحتلال بحق العزل طيلة أيام العدوان.

وترى عويس أن الانسانية هي جزء من المهنية والعكس، وهما لا يتعارضان معًا، "ومن يقول عكس ذلك لديه مفاهيم خاطئة ليس فقط عن الاعلام وانما عن الحياة كلها"، وتتساءل هل يريدوننا أن ننحاز للمعتدي والمحتل!.

وفي الوقت الذي بدأ فيه الاحتلال بالغارات والقتل والتدمير، تؤكد عويس أن الجزيرة لم تكن مضطرة للانحياز، فهي نقلت الواقع وبشهادة مسؤولي الأونروا بأن الاحتلال ارتكب جرائم حرب ويجب أن يحاسب عليها.

وقالت "الحقيقة أن إسرائيل اعتادت خوض حرب اعلامية دعائية مضللة، بغرض تشويه وتزوير الاحداث، ونجحت في تثبيت أن أي نقل للأحداث لا ينحاز لوجهة نظرها ولا يساوي بين المحتل والواقع تحت الاحتلال ولا يسمي المقاومة إرهابا هو اعلام غير مهني ومنحاز ضدها!"

ونبهت عويس إلى أن تاريخ إسرائيل الاسود في حروبه ضد المدنيين العزل منذ عام النكبة 1948م.

الاعلام العربي

وفي الوقت الذي انحازت فيه الجزيرة وقنوات عربية وإعلامية إلى الضحية ونقلت المآسي والمجازر، كانت وسائل أخرى تسير في سرب الاحتلال وتحرض على الفلسطينيين، من بينها قنوات مصرية وصفت عويس أداءها بأنه مثير للشفقة والغثيان والضحك معًا.

وأضافت  عويس أن الإعلام المصري يعاني من حالة إدمان عجيب على الردح ومصادرة رأي المشاهد وحشو رأسه بالردح، وبأسلوب قديم تجاوزه الزمن وبملابس تجاوزتها الموضة" وفق وصفها.

واعتبرت أن العلاج الأمثل للتعامل مع أداءه يكمن في التجاهل التام لما يطرحه من شتائم وتحريض مستمر ضد الفلسطينيين.

ورأت أن من انتقد الجزيرة في تغطيتها للأحداث بغزة، انحاز ضد الحقيقة وجنى احتقار الفلسطينيين وبقية العرب واشمئزاز من يفهم اللغة العربية من الصحافيين الأجانب.

وبدت عويس فخورة في إحراجها للمتحدثين باسم الاحتلال، كون ذلك جزء من المهنية  وفن المقابلة الصحفية، التي تؤمن بها، مؤكدة أنها لن تسمح بأن تكون وسيلة ومنبرًا ليمارس الاحتلال عبرها الدعاية الإسرائيلية، لتحريف الوقائع وتزوير الأحداث وتمرير المعلومات المغلوطة.

ونفت أن يكون أسلوبها الصحفي قد عرضها لأي انتقاد من الجزيرة.

الاعلام الغربي

وعلى مستوى أداء الإعلام الغربي، أكدّت عويس أنه أضطر لمواكبة الحديث بفعل هول المجازر التي جرى تناقلها عبر وسائل الاعلام الجديد، وحرص على ألّا يستفز الاسرائيليين عبر نقل الحقيقة كاملة كي لا يقرع من اللوبي الصهيوني المتغلغل في أروقة الغرب.

وحثّت على ضرورة تكرار الرواية الفلسطينية كما هي، من دون مسايرة أو تجميل، والاعتماد على المنطق السليم والعقل ومقارعة الحجة، فالغرب يفهم بالوقائع والمنطق وليس بالغرائز والعواطف، طبقًا لتعبيرها.

وأكدت أن الرواية الفلسطينية واضحة وعادلة وليست بحاجة لانحياز، منبهة إلى محاولات الاحتلال الرامية للتصدي لأي محاولة لنقل الحقيقة، مستشهدة بأقوال لصحيفة يديعوت التي أقرت فيها عام 2006 بفشل إسرائيل اعلاميًا.

وبرأيها فإن بعضًا من العرب لا يتذكر غزة إلّا بهدف التآمر ضدها، دون اكتراثهم بحصارها القاسي على القطاع.

وأخيرًا إن كانت ترغب غادة بقراءة بيان الانتصار في غزة، ردّت بالقول إن من ينبغي ان تقرأه أمهات غزة اللواتي تهتز الأرض تحت اقدامهن، واللواتي قدمن الغالي والنفيس من أجل القضية الفلسطينية العادلة.

اخبار ذات صلة