السترة الواقية التي تميزه عن غيره وتحفظ له حقوقه وفق المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، لم تشفع له أمام صاروخ إسرائيلي "غادر" ولا قذيفة دبابة "حاقدة"، فصار في قائمة المستهدفين.
ثلاثة عشر صحفيا ارتقوا شهداء في العدوان الإسرائيلي على غزة، حتى أن المقرات الإعلامية والسيارات التي تحمل شارة الصحافة، صارت هي الأخرى في مرمى نيران الاحتلال، بدليل أن القصف دمّر منازل 16 صحفيا، و15 مقرا إعلاميا.
يعرف الصحفيون ذلك جيدا، إلا أنهم يواصلون التغطية الإعلامية، ويرفعون شكاوٍ للمؤسسات التي تُعنى بحقوقهم، ولا ينتظرون ردا.
مدير صحيفة فلسطين المحلية، إياد القرا، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل جاهدا على طمس الحقيقية، عبر استهداف الاعلام الفلسطيني، في سبيل منع نشر الحقيقية وفضح جرائمه، مؤكدا في حديث مع "الرسالة نت" أن الإعلام لعب دورا مقاوما في هذا العدوان.
وتأسّف القرا لصمت المؤسسات الحقوقية على استهداف الصحفيين، معتبرا مواقفها "امتدادا لمواقف المؤسسات الدولية، التي تتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني".
أيمن دلول، مراسل صحفي لإذاعة الأقصى، قال إن قصف المدنيين في غزة والصحفيين كذلك "جريمة مركّبة" يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف: "إسرائيل تغتال الصحفيين الذين يعملون في الميدان بالقذائف والصواريخ المباشرة، بهدف منعمهم من نقل الحقيقة إلى العالم".
وأشاد دلول في حديثه مع "الرسالة نت"، بالإعلام الفلسطيني، مؤكدا أنه نجح في إظهار حجم "الجُرم الإسرائيلي" ضد المدنيين في غزة. واعتقد بأن الاحتلال تجرَّأ على استهداف الإعلام، بعدما وجد تواطؤا من المؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين.
"الأمم المتحدة والمؤسسات الداعمة للصحافة، أثبتوا أنهم يكيلون بمكيالين عندما يكون الصحفي الفلسطيني، الضحية"، الحديث هنا لهنادي نصرالله مراسلة قناة القدس الفضائية في غزة، التي أكدت أن الإعلام الفلسطيني يعمل في ظروف قاسية جدا. وقالت إنه آن الأوان لتلك المؤسسات أن تدعم وتحمي صحفيي غزة.
وكانت كتلة الصحفي الفلسطيني استنكرت تعرض الاحتلال للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وأبدت استغرابها لـ "الصمت المخزي" للنقابات الصحفية والإعلامية العربية والإقليمية والدولية "التي تقف متفرجة على الجرائم بحق الصحفيين الغزيين".
وطالبت الكتلة كل المؤسسات الحقوقية والإعلامية الدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، بالتحرك العاجل لتأمين حماية حقيقية للصحفيين الفلسطينيين.
ورغم الاستهداف المتواصل للإعلام، إلا أن الصحفي الفلسطيني يتحدى بمواصلة نقل الحقيقة، وإن لم تجنبه خوذة ودرع صحفي، غباء جندي إسرائيلي.