قائمة الموقع

ماذا لو فشلت الوساطة المصرية؟

2014-08-12T13:18:38+03:00
غزة-ياسمين ساق الله

في مقر جهاز المخابرات المصرية برئاسة الوزير محمد فريد التهامي في العاصمة المصرية القاهرة بدأت منذ الأمس جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم في قطاع غزة بعد عدوان اسرائيلي استمر لأكثر من شهر.

طبخة المفاوضات تستوي على نار هادئة وسط تقديرات اسرائيلية وفلسطينية بأنها مفاوضات الفرصة الأخيرة.

توقعات فلسطينية "إسرائيلية " باحتمالية فشل هذه التهدئة وتجدد المعركة بعد انتهاء التهدئة يدفع للتساؤل ماذا لو فشلت الوساطة المصرية في بلورة اتفاق يرضي الجميع ويلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وهل يمكن أن يدخل أي بديل عنها ؟

الأخيرة

وزير الأمن الداخلي (الإسرائيلي) يتسحاق أهرنوفيتش صرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن فرص نجاح المفاوضات بالقاهرة ضئيلة وأنه في حال تجددت المعركة ستضطر (إسرائيل) للانتقال لمرحلة الحسم واغتيال قادة حركة حماس.

الحديث عن صعوبة المفاوضات الجارية بالقاهرة أكده أيضا موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد الفلسطيني إلى القاهرة , والذي قال :" التهدئة الأولى مرت دون إنجاز يذكر، وهذه هي التهدئة الثانية والأخيرة".

وجود فجوة بين موقف الفصائل الفلسطينية واسرائيل يستجدي من اللاعب دور الوساطة "مصر" ممارسة ضغوط فعليه غير منحازة لحلحة المواقف وتقريبها إلى نقطة تتوافق عليها الأطراف المفاوضة.

المحلل السياسي المصري والمتخصص في العلاقات الدولية محمد محسن أبو النور يرى أنه لا اختراق يمكن أن يحدث على صعيد التهدئة طالما لا يبدي الطرف الوسيط مرونة لحلحلة الأزمة , لاسيما إذا كانت هناك رغبة مصرية لخروج أحد الفريقين في ثوب المنتصر سياسيا على الآخر وهو ما يخل بأساس الوساطة النزيهة.

الواقع يشير كما يوضح أبو النور "للرسالة نت" عدم وجود بدائل أمام الأطراف المتفاوضة عن مصر للخروج باتفاق لانعكاس الوضع ميدانيا واعتبارات شديدة التعقيد تخص كل طرف.

فمصر بحسب أبو النور كما لن تسمح الآن بخسارة الورقة الفلسطينية في سياستها الخارجية لأهمية دورها في الضغط على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .

أما غزة فلن يكون أي طرف غير مصر مفيد لها لارتباطها عضويا وجغرافيا بالدولة المصرية , في حين اسرائيل وفقا لأبو النور ترى في الوسيط المصري مكسبا كبيرا لن تتخلى عنه ، معتبرا أن أي بديل سيضر بدولة الاحتلال ولن تحقق من خلاله المكاسب التي تتطلع لها.

وأكدت التسريبات والتصريحات الواصلة من القاهرة على مدار الفترة الماضية أن  الدور المصري كان يقترب أكثر للموقف الإسرائيلي ويبتعد عن المطالب الفلسطينية المشروعة .

المطالب الفلسطينية المعروضة على طاولة القاهرة تتلخص في إنهاء الحصار المفروض على غزة انطلاقا من تفاهمات 2012 بما يضمن فتح المعابر وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع وحرية ادخال كافة مستلزمات اعادة الاعمار، وفك الحصار الاقتصادي والمالي.

اضافة إلى حرية العمل والصيد في المياه الاقليمية في بحر غزة حتى عمق 12 ميلاً، وإعادة تشغيل مطار غزة وإنشاء الميناء البحري، وإلغاء ما يسمى المناطق العازلة التي فرضتها "إسرائيل" على حدود القطاع.

غير ناضجة

في اليوم العاشر للعدوان على غزة مصر طرحت مبادرة شملت عدة بنود اعتبرتها الحركة وفصائل المقاومة أنها تساوي بين الضحية والجلاد، ولا تلبي مطالب الشعب، لا سيما رفع الحصار الكامل عن غزة، والمفروض منذ ثماني سنوات.

رفض مبادرة مصر فتحت المجال أمام وسطاء آخرين خاصة تركيا وقطر، لوقف العدوان المتواصل علها تحقق مكاسب جديدة للفلسطينيين والمقاومة .

هنا قلل المحلل السياسي المصري من جاهزية أي وسيط دولي للدخول على خط التفاوض بدلا عن مصر , ليقول :" مصر هي الدولة الوحيدة التي يجلس أمنها القومي عند طرف المقعد في حالة أي توتر على حدودها الشرقية أما تركية أو قطر أو أي هيئة دولية فإن إقحامها في المفاوضات سيكون من باب الترف السياسي".

ويرفض مسؤولين “إسرائيليين” أي دور تركي أوقطري لوقف إطلاق النار؛ حيث اتهم وزير الخارجية “الإسرائيلي” أفغيدور ليبرمان، قطر وتركيا بإفشال مبادرة اتفاق وقف إطلاق النار التي أطلقتها مصر.

المحلل السياسي مؤمن بسيسو ,أشار إلى أن حماس ترحب بأي وسيط يستطيع أن يحقق مطالب الشعب الفلسطيني سواء كان الوسيط المصري أو أي وسيط عربي.

الوساطة المصرية أمر واقع مفروض في المنطقة , كما أن الأطراف الفلسطينية تعي طبيعة الدور المصري رغم اشكالياته وتحرص على محاولة تعديله وتقريبه من المواقف الفلسطينية وابعاده عن المواقف الإسرائيلية , وفقا لبسيسو .

واتفق بسيسو مع سابقه أبو النور بأن البدائل والوساطات بعض الدول "كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر "قائمة بالشكل لكنها غير جاهزة وغير ناضجة لتحل مكان الخيار المصري.

وفي نهاية المطاف مصر مضطرة لتصحيح موقفها بشكل أو بأخر كي تحافظ على دورها واستمراريته خلال هذه المرحلة خاصة وأن بقائها في ذات المربع وعدم حلحلة مواقفها المنحازة للاحتلال من شأنه أن يفقدها الورقة الفلسطينية .

اخبار ذات صلة