قائمة الموقع

هندسة المتفجرات.. صمام أمان المواطنين بغزة

2014-08-14T14:55:44+03:00
خبراء في هندسة المتفجرات بغزة
الرسالة نت – معاذ مقداد

بضع ساعات كانت كفيلة لإنجاز عشرات المهام وإنقاذ حياة المواطنين من خطر القذائف الإسرائيلية الملقاة بين المنازل في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع.

ومنذ بداية الحرب على غزة تساقطت آلاف القذائف الصاروخية والمدفعية فوق رؤوس المواطنين ومنازلهم لكن بعضها لم ينفجر، وهي تشكل خطرًا أكبر على الآمنين، وهُنا يأتي دور رجال المهمات الخطيرة في "هندسة المتفجرات" والذي يفوق في خطورته عمل المقاوم بالميدان.

جهاز هندسة المتفجرات التابع للحكومة الفلسطينية تعامل بطرق خاصة مع مئات القذائف التي لم تنفجر في الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، واستطاع إنقاذ حياة المواطنين من أخطار كادت تودي بحياة الكثيرين.

مخاطرة بالحياة

مراسل "الرسالة نت" تجول مع فريق هندسة المتفجرات في خانيونس في مهمات انتشال وإتلاف عدة قذائف صاروخية في المناطق الشرقية التي توغلت فيها قوات الاحتلال.

وتُلقي الطائرات والمدفعية "الإسرائيلية" قذائفها بشكل مكثف تجاه الأرضي الزراعية ومنازل المواطنين مما أزهق أرواح المئات منهم وألحق دمارًا كبيرًا في ممتلكاتهم.

قد يعتقد البعض أن الأمر هيّن، لكن التعامل مع أطنان من المتفجرات "الإسرائيلية" أمرٌ يُضاهي مهمات الاستشهاديين، خاصة أن المناطق لا تبعد كيلو مترا واحدا فقط عن الحدود مع الاحتلال وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية.

أبو جعفر أحد خبراء هندسة المتفجرات قال لـ"الرسالة نت"، إن الفريق يعمل بأقل الإمكانيات لإنقاذ حياة الآمنين، وقد عطل الفريق أكثر من 27 قنبلة من عائلة " "Mkأطلقت من طائرات حربية تزن كل واحدة طن من المتفجرات، إضافة لعشرات القذائف الأخرى.

واستشهد منذ بداية الحرب على القطاع أكثر من خمسة خبراء هندسة متفجرات تابعين للحكومة الفلسطينية بغزة أثناء أداء واجبهم، فيما أكدت وزارة الداخلية استمرار عمل خبرائها لضمان سلامة المواطنين.

قنابل محرمة دوليًا

ويقول أبو محمد أحد المواطنين بالفخاري شرق خانيونس لـ"الرسالة نت" إن الفريق استجاب لاتصاله وانتشل قذيفة سقطت بجوار منزله معبرًا عن شعوره وأسرته بالأمان بعد ذلك، فيما يحفظ فريق المتفجرات القنابل في أماكن خاصة بعيدًا عن منازل وأراضي المواطنين تمهيدًا لإتلافها بالطرق الآمنة.

واستخدم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة قنابل محرمة دوليًا حسب خبير المتفجرات الآخر "أبو أحمد"، والذي أكد استخدام قنابل "آبام" المحرمة دوليا، إضافة لإلقاء قنابل "السجادة الإسرائيلية" على منازل وأراضي المواطنين لتصل درجة الحرارة إلى 7000 درجة مئوية تحرق كل ما يعترضها.

ورغم ما يتعرض له الفريق من خطر كبير إلا أنه يُصّر على الخروج في مهمات تلبية لاستغاثات المواطنين الذين تتعرض بيوتهم للقصف.

ووسط الدمار والقنابل القاتلة التي يتعامل معها رجال المهمات الصعبة في هندسة المتفجرات إلا أن روح المرح لا نزال قائمة بينهم حتى إنهم أطلقوا أسماء فكاهية على صواريخ حديثة.

اخبار ذات صلة