نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرًا مفصلًا كشفت فيه اعترافات لجنود في الجيش الإسرائيلي من لواء "ناحال" حين وقعوا في كمين نصبته كتائب القسام في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقال أحد الجنود: "إنه وفي ليلة مظلمة كان عشرات الجنود من لواء "ناحال" من وحدة العمليات بقيادة الجنرال جلعاد باسترناك موجودون بغرفة في منزل مهجور في بيت حانون يجهزون المشروبات، قبل أن يجدوا أنفسهم داخل معركة هي الأصعب في حياتهم، عادوا منها بين قتيل وجريح".
وأضافت "الجنود أصيبوا إصابات مباشرة في الكمين المحكم، وكثافة النيران التي كان يطلقها عناصر القسام حالت دون إخلاء العديد من الجنود، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم واصابة العديد ممن تمكن الجنود من إخلائهم قبل أن يلاقوا نفس مصير زملائهم".
وتروي الصحيفة نقلًا عن الجندي أنه "عند الساعة 11 من صباح اليوم التالي، جلس باسترناك ونائبه هارتمان في غرفة مهجورة في المنزل وبدءا بالتخطيط لليلة هجومية، بعد ذلك بلحظات دوى انفجار هائل في محيط المنزل".
وقال الجندي: "لقد كان انفجارا هائلا، حتى أن باب الغرفة خلع من مكانه وطار باتجاهنا، ملأ الغبار كل مكان ولم نستطع رؤية شيء بعد لحظة أطلقت قذيفة هاون علينا، أصابت أحد جنودنا ويدعى جال جانون إصابة مباشرة".
وأضاف: "أعدنا تجميع الجنود في البيت الذي استهدف بقذيفة الهاون صباحا. كان هناك أربعة كلاب مدربة وأربع جنود كقوة حماية، وأربع جنود من وحدة يهلام بقيادة دور موجلييانسكي وجندي الاتصال يرون سنيتمان".
وتابع: "في الساعة العاشرة مساء كان من المفترض أن تنفذ قوات أخرى من نفس الكتيبة هجوما كاسحا"، مشيرًا إلى أن الجندي جال بسون الذي كاد أن يقع أسيرا في يد عناصر القسام.
وأمضى يقول: "اتجهنا إلى أسفل الزقاق المجاور للبيت، وكان من المفترض أن يبدأ مقاتلو يهلام بالهجوم بالتزامن مع تفعيل عبوات ناسفة للتأكد من خلو المكان من قوات العدو أو وسائل قتالية تم زرعها من العدو، قبل تفعيل العبوات بثواني تم إطلاق قذيفة مضادة للدروع، جميع مقاتلي يهلام الأربعة أصيبوا، ومن ضمنهم جال بسون الذي قتل فورا، ثم وجهت علينا قنابل واعيرة نارية خفيفة واعيرة متفجرة وقذائف ار بي جي".
وقال: "خلال إطلاق وابل من النيران والقنابل لاحظت أن اثنين من جنودي هما أوري ليفي وإلعاد برزيلاي أصيبوا وعلقوا تحت باب من الحديد وقع عليهم، أطلقت حيث عليهم ثلاثة قنابل يدوية، فأمسكت جهاز الاتصال من الجندي المسؤول الذي اصيب هو الآخر، وبلغت عن حادثة ذات إصابات كثيرة".
وأضاف: "بدأ المسلحون بمحاصرتنا، وتضييق الخناق علينا داخل المنزل، ثم رأيت اثنين يقتربان وأطلقت عليهم قنبلة يدوية وأطلقت النار، بعد خمس دقائق وصل إلى المكان اثنان من جنودنا هما يوجاف أوفير وآفي جرينتسويج، حيث بدأ الأول بتخليص المصابين وعندما عاد إلى مكانه أصيب برصاصة وقتل وأصيب "يوجاف".
وأوضح أنه خلال المعركة لاحظ أن جثة الرقيب جال بسون ما زالت ملقاة على الشارع، وحاول أحد الجنود تخليصها تحت وابل من النيران المتفجرة ولكن لم ينجح، ثم أنه شاهد عناصر القسام يقتربون منه فقام بسحب القسم العلوي من جسمه وهرتمان سحب الجزء السفلي بعدما عرفوا انه سيخطف.
واختتم شهادته قائلا: "بعد أن حملناه ألقيت علينا قنبلة يدوية، هرتمان استطاع الهرب والاحتماء وأصبت أنا برقبتي ورجلي ووجهي، واصلنا الركض انا وهرتمان ومعنا جثة بسون حتى تمكنا من الوصول الى مكان آمن.