قائمة الموقع

"أعراس غزة" مؤجلة حتى إشعار آخر

2014-08-18T22:21:18+03:00
أحد الأفراح الشعبية في غزة (أرشيف)
الرسالة نت – نور الدين صالح

انتظر الشاب محمد يوسف (24 عامًا) يوم الخامس عشر من أغسطس بفارغ الصبر، ليكمل نصف دينه، ويفرح في يومه الموعود كغيره من الشباب في غزة، لكن الحرب لم تشأ.

وقعت الحرب على غزة وتجاهلت حلما بالفرح، انتظره محمد وخطيبته لأكثر من خمسة أشهر بعد عقد قرانهما على أمل أن يتوج بزفاف ميمون.

وأجبرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت أكثر من 35 يومًا –وما زالت- آلاف المواطنين على تأجيل حفلات زفافهم، فمن غير المعقول إقامتها ودماء ألفي شهيد لم تجف بعد. كما يقول معظمهم.

فرحة محمد بدأت بتحقيق حلمه بالزواج، فارتبطت بخطيبته وانتظر يوم زفافه، لكن الحرب رفعت أوزارها ونزعت الفرحة من قلبه وعائلته، كونه الابن البكر.

العدوان "الإسرائيلي" أرّق محمد وعائلته بعد أن سلب الفرحة من قلوبهم جميعًا، فاجتمعت العائلة وقررت تأجيل يوم الزفاف حتى إشعار آخر.

أخذ يتذكر ما أنهى تجهيزه خلال الخمسة أشهر، وراح نحو شقته الجديدة التي أكمل جميع مستلزماتها قبل قدوم الفرح بعدة أيام وأخذ يحدق بعينيه بكل تفاصيلها.

وقف محمد أمام بدلة زفافه وجلس يردد: "كنت انتظر أن ارتدي بدلتي فرحي في أجمل أيام حياتي، لكن إسرائيل نغصت فرحة كل الغزيين".

محمد ليس الوحيد الذي اضطر لذلك، بل كثير غيره، في حين أن البعض منهم استشهد والآخر فقد منزله وكثيرون فقدوا عائلاتهم.

محمد شقورة صاحب الثلاثة وعشرين عامًا لا يختلف حاله عن يوسف، وهو ينتظر موعد زفافه المقرر في نهاية الشهر الجاري.

يقول محمد لـ "الرسالة نت": "أنا قررت تأجيل فرحي بسبب الحرب والحزن الذي أصاب المئات من قطاع غزة. لم اتوقع أن يحدث ذلك. اضطررت إلى تأجيل فرحي الذي كان مقررا قبل عدة أشهر بسبب وفاة والد خطيبتي".

حالة من الحزن سيطرت عليه وخطيبته، فيواسي نفسه قائلًا: "أنا وكلت أمري لله، وقدر الله وما شاء فعل"، راجيًا من الله أن تنتهي معاناة غزة في القريب العاجل.

وعلى خلاف المحمدين، أراد بعض الشبان النازحين في أحد مراكز الإيواء (مدارس الاونروا) تحدي الظروف القاسية واتمام فرحة العمر.

وحدث قبل عدة أيام أن تزوج الشاب عمر (30 عامًا) بالفتاة هبة، وأتم زفافه وأقام حفلا في مركز إيواء شمال قطاع غزة، وكل الحضور كانوا من النازحين.

وتكفلت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بتكاليف العرس وقدمت الغذاء لأكثر من ألفي مواطن.

حمل العروسان رسالة للعالم مفادها أن غزة ستفرح رغم القصف والدمار والتشريد الذي أحل بقطاع غزة.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة وثلاثين يومًا والذي راح ضحيته أكثر من 1900 شهيدًا، وقرابة 10100 جريحًا حتى كتابة التقرير.

اخبار ذات صلة