لم تتوقع المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية أن تقصف المقاومة الفلسطينية مطار بن غوريون وشل عمله بشكل كامل بأمر من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.
وكانت إسرائيل تستبعد في أسوأ الأحوال أن تقترب المقاومة من هذا المطار لما له من بعد استراتيجي كبير في دولة الاحتلال، باعتباره المطار المدني والتجاري الأول، وذلك بالظن أن المقاومة ستخشى ردة الفعل الإسرائيلية.
ويعتبر مطار اللد "بن غوريون" الأول لنقل المسافرين جواً، بالإضافة لأهميته التجارية.
وتتم عبر المطار أكثر من 100 ألف عملية شحن جوي تجاري سنوياً، حيث يتم نقل الكثير من المواد التجارية عبر طائرات خاصة تقلع من مطارات عدد من دول العالم.
ويعد مطار بن غوريون أحد أكثر مطارات الاحتلال ازدحاماً بما يزيد عن 13 مليون مسافر سنوياً، وقد صنف من قبل مجلس المطارات الدولي كأفضل مطار في الشرق الأوسط.
وشيد عام 1936م في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين تحت اسم مطار "ويلهيما"، وبعد اعلان دولة الاحتلال عام 1948م تم تغيير اسم المطار من ليدا إلى مطار اللد نظراً لوقوعه قرب مدينة اللد، التي تبعد 15 كلم في الجنوب الشرقي من تل أبيب.
وبقي مطار بن غريون آمنا منذ إقامة دولة الاحتلال حتى معركة حجارة السجيل وخلال 2012، عندما أعلنت سلطات الاحتلال إغلاقه، تخوفا من صواريخ المقاومة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت في ذلك الحين:" أن الكيان ولأول مرة في تاريخه يقدم على إغلاق مطار بن غوريون الدولي، تخوفا من قصفه".
ويبتعد المطار عن قطاع غزة قرابة 75 كم (47ميل)، فيما يأخذ شكل المثلث وتقع مدارجه في المنطقة الشمالية بينما صالات الانتظار وأبراج المراقبة في المنطقة الجنوبية منه.
وتعد منطقة صالات الانتظار والتفتيش الأربع، الأهم في المطار لوجود أكبر عدد من المسافرين داخلها حيث يتواجد الآلاف من المسافرين ذهاباً واياباً في ذات الوقت، فيما تكون الخسارة الاستراتيجية في حال استهداف المطار في تلك المنطقة التي تصطف فيها الطائرات التي تأخذ شكل قدم الطائر.
وقالت مصادر عبرية إن هناك خطرا كبيرا على المطار بشكل واضح في ظل تنامي قدرة الصواريخ التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية وخاصة صواريخ m75 التي يبلغ مداها 75 كيلومترا وهو المدى الكافي لضرب المطار.
وأشارت المصادر الصهيونية إلى أن سقوط صاروخ واحد على المطار كفيل بشل حركته بالكامل بالإضافة لشل مركز دولة الكيان.
ولفتت إلى أن المقاومة الفلسطينية لديها عزم كبير وارادة صلبة لضرب أهداف استراتيجية في دولة الكيان لكسب أي معركة قادمة ما يعني أن المطار الاستراتيجي ربما يدخل في حسابتها فعلياً.
من جهتها أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الأنشطة المدنية داخل دولة الكيان باتت عرضة للاستهداف خلال أي حرب تنشب على أية جبهة وخاصة جبهتي غزة ولبنان، الأمر الذي سيكبد دولة الكيان خسارة تقدر بملايين الدولارات.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق من العدوان المستمر على غزة عن توقف الرحلات الجوية من وإلى مطار بن غريون، بعد وصول صواريخ المقاومة محيط المطار.
وشُلّ عمل المطارات في دولة الاحتلال لساعات طويلة بعدما هدد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة باستهدافه بعد الساعة السادسة من فجر الخميس الموافق 21/8/2014.