تحليل:طرد الدبلوماسي لن يوقف دعم لندن لـ(اسرائيل)

غزة/ مها شهوان

في ظل استمرار تداعيات ملف التحقيق في اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح طردت بريطانيا دبلوماسيا إسرائيليا نتيجة حالة الغضب التي تسود الحكومة البريطانية جراء تعرض حاملي جوازات السفر البريطانية للخطر بعد أن تأكدت بريطانيا من ضلوع "إسرائيل" في ارتكاب تلك الجريمة.

وكانت حركة حماس قد رحبت بتلك الخطوة معتبرة إياها خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية، مطالبة بضرورة التعاون معها لفضح جرائم الاحتلال.

غضت البصر

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم انه لا توجد تداعيات سياسية وراء طرد الدبلوماسي الإسرائيلي من بريطانيا ،معتبرا أن الخلاف بين "إسرائيل " وبريطانيا داخل البيت وليس خارجه.

وأشار إلى أن الأزمة بين البلدين ستكون فاترة وستزول بعد أيام ، مبينا أن بريطانيا لن تتوقف عن دعمها ومساندتها لـ"إسرائيل".

وبالنسبة لإمكانية تأثر الدول الغربية ببريطانيا لاسيما التي استخدمت جوازات سفرها في الجريمة قال قاسم للرسالة:"لن يؤثر أي قرار سياسي على معادلة الصراع وسيغفر الجميع لإسرائيل مثل أمريكا التي غضت البصر مما يعني ألا شيء يؤثر على علاقة "إسرائيل" بالدول الغربية".

وفي سؤال حول تأثر العرب بالقرار البريطاني لاتخاذ إجراء سياسي يدعم القضية الفلسطينية أكد قاسم أن العرب لا وزن لهم في الساحة الدولية في حال تحركوا أو لم يتحركوا ،موضحا أن استمرار الأنظمة العربية مرتبط بإسرائيل.

وحول الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في قضية المبحوح قال قاسم:"دور الإمارات أوقف حاليا ،فنحن لا نسمع شيئا جديدا حول النتائج التي توصلت إليها التحقيقات"،مطالبا الإمارات بضرورة الاستمرار بالتحقيقات وإعلان ما توصلت إليه للشعب الفلسطيني.

العلاقة الإستراتيجية

من جهة أخرى أكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس أن طرد الدبلوماسي الإسرائيلي من بريطانيا يؤكد أن الإسرائيليين هم من قاموا بارتكاب جريمة المبحوح  ،مشيرا إلى أن تلك الخطوة تعد تطورا مهما لاسيما أن "إسرائيل" من حلفاء بريطانيا .

وأوضح أن بريطانيا قامت بتلك الخطوة لشعورها بأنها أدركت المهانة حينما استخدمت "إسرائيل" جوازات سفر بريطانية لارتكاب جريمتها ،مبينا في الوقت ذاته أن هذا لا يعني ما قامت به بالمعني الجنائي للقضية.

وقال يونس:"هناك قضية اغتيال تستوجب ملاحقة مرتكبيها ومن تغاضى عنها ووفر لها الغطاء السياسي واللوجستي لابد من معاقبته"،مضيفا أن بريطانيا باتت مقتنعة انه الجريمة تمت واستخدمت جوازات سفرها لذلك رأت من الواجب عليها إعمال الملاحقة الجنائية.

وعن طرد الدبلوماسي واستفادة مراكز حقوق الإنسان من ذلك أضاف:"نحن أمام جريمة مؤكدة قامت بها دولة الاحتلال وبالتالي هناك من يتحمل المسئولية كاملة"،مطالبا توظيف كل ما هو متوفر من إمكانيات لأعمال الملاحقة الجنائية.

ولفت إلى أن طرد الدبلوماسي الإسرائيلي لا يغير العلاقة الإستراتيجية وذلك لأن بريطانيا كانت ولازالت توفر غطاء لممارسات الاحتلال ،منوها أن ما قامت به بريطانيا هو نوع لحفظ ماء وجهها لتبين أن كرامتها محفوظة .

وحول  الإجراءات القانونية التي يمكن أن تتخذها "إسرائيل "لحماية نفسها قانونيا قال:"إسرائيل آخر من يهتم بالقانون لأنها دائما تعطي نفسها الحق بارتكاب أي جريمة تحت شعار الدفاع عن النفس"،مضيفا أن ما دفع "إسرائيل"لارتكاب جريمتها إدراكها السابق بان لا احد سيلاحقها.

جرائم الاحتلال

من جانب آخر اعتبرت حركة "حماس" قرار طرد دبلوماسي إسرائيلي يعمل في السفارة الإسرائيلية في لندن لتورطه في اغتيال القيادي محمود المبحوح خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي وصل "الرسالة" نسخة عنه:"قرار الحكومة البريطانية دليل قاطع على ممارسة الاحتلال إرهاب الدولة وعلى ارتكابه جريمة مركبة ومعقدة عبر تزويره لجوازات سفر أجنبية في اغتيال المبحوح".

وطالب برهوم الدول التي استخدم الاحتلال جوازاتها المزورة في عملية الاغتيال للبدء بمرحلة نشطة وفاعلة باطلاع جهات الاختصاص الدولية على كل ما ثبت بحق قادة وسفراء الاحتلال، داعياً في الوقت ذاته لاتخاذ خطوات لعزل ومحاكمة قادة الاحتلال، وأن لا يكون لأية دولة مبرر للتستر على هذه الجريمة.

كما كشف عن استعداد حركة حماس التعاون مع أي طرف سيقوم بتقديم قادة الاحتلال المجرمين والمتورطين في عملية الاغتيال للقيادي في "حماس"، مؤكدا على ضرورة فضح جرائم الاحتلال.

 

البث المباشر