قائمة الموقع

"حلا" تشتهي قبلة من والدتها الشهيدة!

2014-08-24T09:15:42+03:00
الطفلة حلا في المستشفى
الرسالة نت – محمود فودة

وحيدة تتكأ الطفلة حلا التي اتمت عقدها الأول حديثًا على سرير المرض  تحمل وجهًا بريئًا ممزقًا أثر شظايا صاروخ إسرائيلي حاقد سقط على رأسها وأفراد عائلتها قبل أيام خلال العدوان ( الإسرائيلي) على غزة.

لجراحها البالغة حوّلت للعلاج في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل, تهافت الزائرون على حلا المصابة في غزة, ومع كل طلّة زائر تسأل حلا " وين ماما , مش حتجي تبوسني لأني عيانة ! " , لا يا صغيرتي " إسرائيل " قتلت أمك وحرمّتك قبلة الحنان منها ! ترد زوجة عمها في سرّها.

تحدثت " الرسالة نت " مع حلا عبد الوهاب عبر الهاتف وسألتها عن اشتياقها لغزة لترد قائلةً : " ليش يا عمو اليهود قصفونا ؟ والله كنا نايمين وما عملنا إشي " مستدركةً " اه مشتاقة لأخوتي بغزة " .

هذه الجريمة هي جزءٌ من المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت في محافظة رفح، منذ صبيحة يوم الجمعة الأول من أغسطس ولمدة خمسة أيام، حيث غدّر الاحتلال بسكانها، عبّر قصف المدينة برًا وجوًا وبحرًا؛ مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 200 شهيد و700 إصابة.

الطفلة حلا تنتظر العودة لغزة كي تلعب مع إخوتها الأطفال هيثم و أيمن ومحمد وأختها " رفيقتها في البيت" لمى , ليتبادلوا الأدوار على " مرجيحة الحديقة " في بيتهم , حلا ستعود لغزة , ولكن لن تجد إخوتها , فالصاروخ ( الإسرائيلي ) قتلهم جميعًا وهم بجوارها نائمين في منزل جدها ! .

قوة إنفجار الصاروخ ألقت بالهادئة حلا إلى شجرة مجاورة للمنزل المدمر, لتغرق في غيبوبة, أخرّت العثور عليها لعدة ساعات, في ظل حلكة الليل بعد إنقطاع الكهرباء عن مخيم يبنا بأكمله.

أم أحمد زوجة عم حلا المرافقة لها قالت في حديث لـ " الرسالة نت " : " حلا ذكية , بدأت تشعر من تصرفاتنا أن هناك ما نخفيه عنها، لكن نحاول نقل الصورة لها تدريجيا بمساعدة أحد الأطباء النفسيين ".

" برضيكي أمك تكون مقعدة أو مشوّهة ولا تكون شهيدة عند ربنا " تسأل أم أحمد فترد حلا دون تردد : " بدي أمي شو ما كانت , أنا بخدمها بعيوني ", براءةٌ تشق الطريق بحثًا عن حنان الأم التي أعدمته إسرائيل بعد قتلها لأم حلا ! .

أبو هيثم والد حلا , ما كلّ ألمًا يتنقل بين ذكريات أولاده , فلحظة يتذكر شقاوة محمد , وأخرى يستذكر حفل تخرج أيمن من روضته العام الماضي , ولم ينسى مرافقة لمى له في شراء حاجيات البيت ! .

تحدث الأربعيني أبو هيثم عبد الوهاب لـ " الرسالة نت " قائلًا : " حتى اللحظة لا أجد مبررا لقتل إسرائيل لأولادي وحرماني منهم , نزحنا من المنطقة الشرقية لمنطقة آمنة , "بس طلع ما في مكان آمن بغزة كلها " .

هم هربوا من الموت بقذائف المدفعية التي أطلقت بعشوائية على منازل المواطنين صباح يوم الجمعة , لتقلتهم صواريخ طائرة حربية اسرائيلية مساء اليوم نفسه , بعد قصفها المنزل دون سابق إنذار.

وما زالت قصص الشهداء , تثبت أنهم ليسوا مجرد رقم في عداد الأبرياء الذين ما انفك يقف حتى يعود للعمل بوتيرة أسرع, قتلهم جيش الاحتلال ( الإسرائيلي ) الذي تغوّل عليهم في عدوانه الذي استمر أكثر من شهر , أزهقت إسرائيل خلاله أرواح المئات منهم . 

اخبار ذات صلة