قائمة الموقع

شهادات الجنود: حرب الأنفاق كابوس لا يطاق

2014-08-25T06:33:30+03:00
أرشيف
الرسالة نت-خاص

بدا الرعب الذي عاشه جنود الاحتلال على حدود غزة، وما واجهوه من خوف من الموت او الأسر على يد عناصر المقاومة الفلسطينية في القطاع، واضحا من خلال حديث الجنود عن كثافة النيران التي تواجههم أثناء القتال.

"لم نعد قادرين على مواجهة إبداعات حماس، فعملياتها تجاوزت ما كان جيشنا يفتخر به"، يقول أحد الجنود (الإسرائيليين)، ويضيف آخر: "مقاتلو حماس في (الشجاعية) طراز جديد لم يعرفه جيشنا، أشداء وقساة، قاتلوا بجرأة وتصميم، لم يردعهم تفوقنا التكنولوجي والعسكري".

إلا أن ما مثل للجنود (الإسرائيليين) كابوسا حقيقيا هو الأنفاق التي يرى فيها الجيش (الإسرائيلي) عملا عبقريا ليس له حل. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الحديث ليس عن أنفاق متطورة تتيح إدخال أناس ومركبات ووسائل قتالية فحسب، وإنما أنفاق هجومية فتاكة تمر من بيت إلى بيت ومن ساحة إلى ساحة.

كابوس الأنفاق

مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع في مقال كتبه نقل عن كوبي قائد كتيبة في لواء جولاني قوله: "النار من التهديدات التي تعرف دولة (إسرائيل) كيف تكيف نفسها معها، لكن كيف تكيف نفسك مع نفق يحفره قبالتك عدو قاسٍ؟ إن النفق في رأيي فوق قدراتنا".

وحول سؤال من برنياع لقائد الكتيبة: ألن يحفر "العدو" أنفاقا حينما نخرج من هنا؟ أجاب: "أمرني رئيس هيئة الأركان في تموز 2014 بمنع هذه القدرة، ولا أعلم ماذا ستكون آثار ذلك في حزيران 2015، قلنا إن ذلك لا يطاق ونحن مستعدون لدفع الثمن".

وسأل الصحفي (الإسرائيلي) في صحيفة (يديعوت أحرنوت) ناحوم برنياع ضابطًا إسرائيليًّا كبيرًا: "هل وُجد مقاتل من حماس معه سلاح رفع يديه واستسلم؟" قال: "لا، لم يحدث ذلك إلى الآن"، هذا القول الذي جاء من جندي كان في ميدان الحرب ليس الوحيد، فشهادات عدة لهؤلاء الجنود تؤكد على شراسة وقوة حماس العسكرية.

جندي آخر مصاب قال للقناة (الإسرائيلية) الثانية: نحن نعرف عدونا جيدًا ولكننا تفاجأنا بقدراتهم القتالية ونحن لدينا قدرات ولكنهم أصبحوا يلبسون مثلنا نفس الزي ويعملون بنفس الطريقة. ويقول جندي أصيب في الحرب وعاد للعلاج: "نشتبك وجهًا لوجه مع عناصر القسام، لكنهم حريصون على أسرنا أكثر من حرصهم على قتلنا ونشعر بأيدٍ تشدنا نحو غزة ولكن لا نرى أحدًا".

وتنقل صحيفة "هآرتس" المزيد من أقوال جنود الاحتلال حول صعوبة الحرب على قطاع غزة، فيقول أحد الجنود: "أشعر بأنني تحت النار طوال الوقت، وأن هناك أشباحًا وهو أمر مخيف"، ويضيف جندي آخر: "أن الخوف من الاختطاف أو من خطر هجوم مفاجئ محدق بشكل دائم فوقنا، طوال الوقت هناك إحساس بأن نفقًا جديدًا سينفتح فجأة أمامنا".

خطر الأسر

ويقارن جندي ثالث يدعى "يوآف" بين مشاركته في حرب لبنان وعمله في الضفة الغربية، ويؤكد أن ما رآه في غزة لا مثيل له، يقول هذا الجندي: "عندما بدأت وحدتي تتقدم نحو الشجاعية، كان من حولها قوات مدرعة، ومدافع لا تتوقف عن القصف، وفوقها طائرات سلاح الجو، وكانت جميعها على اتصال مع وحدتي".

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني الأسبق شلومو غازيت يقول إنه يجب عدم التعاطي مع حركة حماس كحركة "إرهابية" بل كدولة تمكنت من بناء جيش منظم بشكل ممتاز، ويقول غازيت لصحيفة "هآرتس" (الإسرائيلية): "قد تبين أن لدى حماس جيشًا يملك هيئة أركان حرب ذات قدرة مركزية فاعلة وقيادة عسكرية استعدت للحرب بشكل مناسب".

وقال الجندي "ش" من سلاح الهندسة: "إن كل ما يستطيع تخيله هو أن يكون إطلاق النار من الدبابات التي إلى جانبه، وليس صاروخا مضادا للدبابات"، ويضيف أن "إطلاق النار باتجاه الجيش (الإسرائيلي) يتواصل بكثافة".

وعن الدمار في قطاع غزة، يقول الجندي "ش": "إن ما حصل هو "دمار جنوني"، ويضيف أن "مهمته كانت فتح الطريق أمام قوات الجيش، ولكن في نهاية المطاف هناك دمار جنوني"، ورغم أنه يقول إنه "من المؤلم النظر إلى ذلك، والتفكير بإمكانية أن يكون الأمر نفسه في الحي الذي يسكن فيه، لكنه يخلص إلى القول "إن ذلك من أجل قوات الجيش ولكي تكون أقل عرضة للخطر".

ويقول الجندي "يوآف" من وحدة طبية تابعة للواء "غولاني" في الجيش، إنه "حارب في لبنان وفي الضفة الغربية، بيد أنه لم ير مثلما رآه في غزة، إنه عندما بدأت وحدته تتقدم نحو الشجاعية، كان من حولها قوات مدرعة، ومدافع لا تتوقف عن القصف، وفوقها طائرات سلاح الجو، وكانت جميعها على اتصال مع وحدته".

وفي سياق حديثه يقول إنه "بعد يوم قتالي طويل، خرجت الوحدة من قطاع غزة إلى داخل (إسرائيل)، إلا أنها فوجئت بأن المقاومة الفلسطينية لا تزال تطلق الصواريخ"، ويقول: "إن جنود الوحدة لم يفهموا كيف يمكنهم الخروج وإطلاق النار، بعد كل ما فعلناه"، في إشارة إلى عملية التدمير الهائلة التي يقوم بها الطيران والمدفعية.

ويشير الجندي إلى حادثة حاول فيها اعتراض امرأة في العقد السادس من عمرها، قرب أحد المنازل في منطقة خان يونس، وعندها تعرضت القوة لنيران القناصة.

ويقول جندي آخر من كتيبة "الناحال" إن "الجنود يريدون أن يكونوا على اطلاع بشأن ما يحصل في العالم، وهم لا يعرفون ماذا يجري حولهم، ويريدون أن ينتهي، ويشعرون أنهم ينجزون المهمة، بيد أنهم يريدون تأكيدا على ذلك".

ويضيف الجندي أنه يشعر بأنه تحت النار كل الوقت، مشيرا إلى أنه يتعرض لإطلاق النار من أسلحة خفيفة وأحيانا لقذائف "آر بي جي" وصواريخ مضادة للدبابات.

اخبار ذات صلة