منذ تفجير ناقلة الجند شرقي حي التفاح صبت "إسرائيل" جام غضبها على المواطنين في المناطق الشرقية لقطاع غزة، ما دفعهم للخروج طلبا للأمن المفقود في مناطق سكناهم.

قرابة الـــ 460 ألف نازح، تركوا منازلهم بكل ما تحويه قسرا نتيجة تواصل القصف العشوائي منذ بدء العدوان الاسرائيلي والذي راح ضحيته أكثر من 1900شهيدًا وقرابة 10100 جريحًا حتى اللحظة.

لجان الزكاة في القطاع بدورها، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه النكبة التي حلت بالمواطنين، بل عمدت إلى تقديم مساعداتها المالية والغذائية بهدف التخفيف من حدة معاناة المهجرين عن منازلهم .

لجنة الشاطئ

لجنة زكاة الشاطئ غرب مدينة غزة وزعت مساعدات نقدية وعينية على العائلات المتضررة والنازحة إلى منطقتي الشاطئ والنصر غرب غزة، وبلغت قيمتها قرابة مليون شيكل منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.

وشملت المساعدات أموالا نقدية وطرودا غذائية، إلى جانب آلاف وجبات السحور والإفطار للنازحين في شهر رمضان المنصرم، بمعدل 1700 وجبة يوميا، بالإضافة إلى ملابس وفرشات وأغطية للعوائل النازحة، حيث بلغ عدد الفرشات المقدمة حوالي 4 آلاف فرشة، و1300 "غطاء".

وعملت اللجنة على زرع 21 نقطة توزيع لمياه صالحة للشرب في جميع أنحاء مخيم الشاطئ ومنطقة النصر، في ظل أزمة مياه عايشتها المنطقة بسبب تدمير الاحتلال الإسرائيلي لآبار المياه وقصف محطة توليد الكهرباء.

وقدّر الدكتور رياض شاهين رئيس لجنة زكاة الشاطئ، المبلغ الكلي للمساعدات بما يعادل بـ293,852 دولار، مشيرا إلى أن اللجنة ومجلس إدارتها سارعوا منذ اليوم الأول للحرب بإجراء اتصالات داخلية وخارجية من أجل تقديم إغاثة عاجلة لمن هُدمت بيوتهم أو تضررت من أثر العدوان.

لجنة الشيخ رضوان

أما لجنة زكاة الشيخ رضوان، فقد بادرت بتقديم مساعدات للعائلات النازحة من منطقتي شرق وشمال قطاع غزة، إلى مدارس الإيواء في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة.

وبيّن محمد لبد أمين صندوق اللجنة، أن اللجنة قدمت مساعدات لأربعة آلاف مواطن داخل مدارس النازحين، و15ألف آخرين لجئوا إلى بيوت أقاربهم في تلك المنطقة، مشيرًا إلى أنها تتكفل بست مدارس إيواء.

وشملت المساعدات أغطية وفرشات وتقديم وجبات غذائية، كما تضمنت أيضًا مياه صالحة للشرب.

وأوضح لبد لـ "الرسالة نت" أن قيمة المساعدات تصل إلى 30ألف دولار يوميًا، لافتًا إلى أن اللجنة تتلقى المعونات من المؤسسات الخيرية وأهل الخير في الداخل والخارج من خلال الاتصال والتنسيق معها منذ بدء العدوان.

وأعرب عن أسفه بعدم تدخل حكومة التوافق الوطني في تقديم أي مساعدة للجنة وخدمة النازحين في المدارس.

صعوبات العمل

وعن المصاعب التي واجهت عمل اللجان خلال العدوان، بيّن رئيسي لجنتي الشاطئ والشيخ رضوان أنها تكمن في ضخامة حجم الأزمة وكثرة أعداد النازحين اختلاف المناطق القادمين منها.

واتفقا أن اللجان تعاني من محدودية امكانياتها وعدم وجود ميزانية ثابته لها من الحكومة، أو أي دعم عاجل، لافتتين إلى صعوبة التنسيق والتعاون مع الجهات المختصة والجمعيات الخيرية.

وقال شاهين إنها تواصل عملها في ظل الاستهداف الذي طال عددا من اللجان الموزعة على المناطق.

معرض ملابس

وبحسب أمين لجنة زكاة الشيخ رضوان، فإن لجنته أقامت معرض ملابس في مقر اللجنة للنازحين في مدراس مدينة غزة، مشيرًا إلى أنه يخدم قرابة 4000أسرة متضررة.

وقال إن المعرض أقيم بالتعاون المشترك بين اللجنة ووزارة الشئون الاجتماعية بغزة، بتمويل من بعض مدن الضفة المحتلة وهي الخليل وطولكرم، إضافة إلى بعض فاعلي الخير في قطاع غزة.

وعن آلية استفادة المواطنين من المعرض، أوضح أن وزارة الشئون توزع على الأسر "كابونات"، لاستلامها من مقر اللجنة في مدينة غزة.