ما أن تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى بدأت المآذن تصدح بتكبيرات العيد (النصر)، فرحًا بالنصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية خلال معركة العصف المأكول التي دامت 51 يوما.
"إطلاق النار والألعاب النارية في سماء غزة، الفرحة والسرور على وجوه المواطنين" تلك المشاهد التي حققتها المقاومة للغزيين بانتصارها على الاحتلال "الإسرائيلي".
وخرج الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني في مسيرات جابت شوارع قطاع غزة، بعد أن دعت لها حركة حماس فرحًا وابتهاجًا بهذا النصر، لا سيما النساء والأطفال.
انتصار استطاع لّم شمل الفصائل الفلسطينية كافة، ورفع المشاركون الرايات بألوانها كافة وتوحدت فوق رؤوسهم، في رسالة واضحة مفادها "لم يعد بيننا انقسام بعد الآن".
نساء خرجن يحملن معهن أطفالهن الصغار مكبرين فرحين بالنصر الذي حققته المقاومة، خلفهن أطفال لا يتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عامًا رابطين على جبينهم عصبة خضراء يتوسطها "كتائب القسام" بلونها الأبيض.
الأربعيني أبو محمد الرنتيسي أحد المشاركين في المسيرة يقول لـ"الرسالة نت" والفرحة تجتاح تفاصيل وجهه القمحي "أشعر بالسعادة والسرور بهذا النصر الذي لطالما حلمنا به منذ سنوات".
ووجه كلمته للمقاومة التي كان لها الدور الأكبر في الانتصار قائلًا " نحن في غزة نشد على اياديكم وخلفكم، مزيدًا من الثبات والصمود الإعداد".
كما شكر الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة الذي خاض معركة سياسية لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية التي خاضتها المقاومة، "ولهم كل الشكر من جميع أبناء قطاع غزة".
أما الشاب خالد الرفاعي (23عامًا) والمشارك أيضًا في المسيرات، يقول "عادت الحياة إلى غزة بعد معركة قوية خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي".
الرفاعي طالب جامعي على أعتاب الانتهاء من مرحلته الجامعية، لكن الحرب لم تسمح له بالتخرج، وأصبح رهينة نهاية المعركة حتى يتحقق حلم عمره، وفق تعبيره.
وأضاف "سنبدأ من اليوم مرحلة جديدة في حياتنا"، مقدمًا شكره للمقاومة الفلسطينية التي حققت حلمًا كبيرًا انتظره الكل الفلسطيني منذ سنوات.
وأعلنت حماس عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، راح ضحيتها أكثر من ألفي شهيد، وأكثر من 10 آلاف جريح، وهدم العشرات من المنازل والمساجد.
(عدسة: محمود أبو حصيرة)