قائمة الموقع

انتصار غزة.. تحوّل استراتيجي بتوجهات المنطقة

2014-08-27T03:02:20+03:00
صورة من إحتفال مواطني غزة بإنتصارهم
الرسالة نت- محمود هنية

في ظل معمعة المواقف واختلاف الحسابات والمفاهيم بالمنطقة العربية التي ضربتها العواصف الداخلية، وأحدثت ارباكًا وشرخًا كبيرًا في أولوياتها وشرائح مجتمعها، نفض الغزيون مرة أخرى الغبار عن كاهل أمة أثقلتها الحروب وأدمتها الصراعات الدموية الممتدة منذ سنوات عدة.

غزة الصغيرة جذبت نحوها وبقوة كل اطراف المنطقة وأجبرتهم بالنظر الى قضيتهم المركزية التي اشاحوا وجوههم عنها في غفلة من الزمن، وأجبرت خصومها الاعتراف بقوتها وحضورها وعظيم ما انجزته من نصر، برغم ما نالها من أذى القريب المتواصل عليها.

وطبقًا لما اعترفت به الأحزاب العربية والاسلامية من فضل لغزة في إعادة توجيه البوصلة الضائعة نحو القضية المركزية، مشددين على أن ما حققته المقاومة من انتصار هو بمنزلة تحول تاريخي كبير له شديد الأثر على المسار السياسي في المنطقة برمتها .

ممثلو أحزاب عربية أكدّوا  في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"، أهمية هذا الانتصار في صناعة وبلورة شرق أوسط جديد تكون الغلبة فيه للمقاومة وتطلعات الشعوب، وبداية لنهاية الطغيان وزوال الظلم.

تحول استراتيجي

حزب الله اللبناني أحد قوى المقاومة بالمنطقة، اعتبر بدوره أن هذه الحرب بمنزلة قبر لزمن الهزائم، وبداية لزمن آخر تتوج فيه الانتصارات، وقال إن هذا الانتصار هو نهاية الحروب التي تشنها اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وبلدان المنطقة، كون أنها لن تعد قادرة على المبادرة في بدء الحرب، التي باتت حصرية في يد المقاومة.

وأكدّ حسن حب الله مسؤول ملف فلسطين بالحزب أن هذا الانتصار سيترك أثرًا على عقيدة وسلوك الشعوب العربية، لأنها اثبتت أن الارادة لا تنكسر وأن الطغيان يقف عاجزًا عن مواجهة الارادات الحرة المتمثلة بالمقاومة في فلسطين.

 وأضاف حب الله "إسرائيل بدأت عاجزة عن تحقيق اهدافها وإرادتها أصبحت خاسرة، والانتصار ترجمته المقاومة بصمودها في غزة".

تغير الوعي

ويوافقه الرأي الشيخ حمزة منصور الأمين العام لجبهة العمل الاسلامي بالأردن، الذي رأى بانتصار غزة تحولًا استراتيجيًا في صياغة الوعي والفكر السياسي بالمنطقة لصالح القضية الفلسطينية.

وبحسب تعبيره، فإن هذا النصر أحيا موائد الشارع العربي الضارب لجذور الطغيان والثائر على العبودية لهيمنة الاستعمار، معتقدًا أن هذا الانتصار شكل إحياءً لكل القيم الانسانية في العالم.

ولم يكن رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) بالجزائر عبد الزراق المقري، بعيدًا في رؤيته عن منصور، غير أنه أكدّ أن هذا التحول سيغير من منطلقات الفكر والتوجه للمؤسسات السياسية العربية، لتكون أكثر التحامًا مع مشروعها العربي والاسلامي وتحديدًا بما يتمثل بقضيتها الكبرى فلسطين

برغم التحريض

القوى الثورية في مصر، من جانبها أعربت عن فخرها بما حققته غزة من نصر، برغم الخذلان العربي الرسمي وحملة التحريض العربية التي لم تستثن غزة يومًا في خلافاتها، وما فتأت بعض وسائل اعلام العرب ومن بينها المصرية من اظهار غزة بمظهر الشيطان المؤرق لحالة الأمة، هكذا تقول حركة 6 إبريل المصرية

محمد كمال المتحدث الرسمي باسم الحركة، أكدّ أن غزة كبدت الاحتلال وعملاءه خسارة فادحة، وأثبتت أنها أقوى عزم وأصلب عود مما كان يتوقع اعلان وفاتها على يد الاحتلال.

ورغم حالة الانشغال المصرية الداخلية، إلّا أن 6 أبريل نادت القوى السياسية بضرورة التحرك فورًا لمد يد العون والمساندة لقطاع غزة، حتى وإن تأخرت بعض القوافل المساعدة على الحدود بقرار أمني!.

ودعا كمال القوى العربية بضرورة العمل فورًا على مد يد المساعدة ماديًا ومعنويًا لأهل غزة، من باب الاعتراف بجميل أهلها في مواجهة العدوان والدفاع عن مشروع الكرامة العربي.

تركيا تثمن

امّا دوليًا، فقد  ثمّن ارشاد هورموز كبير مستشاري الرئيس التركي السابق عبد الله غل صمود الشعب الفلسطيني وتحقيقه لهذا الانتصار بعد هذه الأيام الطويلة من العدوان التي تخطى فيها الاحتلال كل المعاني والقيم الانسانية.

وقال هورموز إن الفلسطينيين انتصروا اخلاقيًا وسياسيًا والاحتلال فشل في هذه القيم، مثمنًا في الوقت نفسه حالة التلاحم التي شكلها الفلسطينيون ميدانيًا وسياسيًا في الأراضي المحتلة.

وأعرب عن أمله أن تكون بداية لإيجاد توافق سياسي كامل بين القوى والفصائل الفلسطينية.

اخبار ذات صلة