كان لقائد فرقة غزة السابق "ميكي أدليشتاين" مسيرة فشل متتالية مع كتائب القسام, أولها فشله في اعتقال قائد كتائب القسام بالضفة محمود أبو الهنود، وآخرها الفشل في معركة العصف المأكول.
وصادقت رئاسة هيئة الأركان صباح الأحد على نقل أدليشتاين من قيادة فرقة غزة إلى قيادة فرقة سيناء ومركز تدريب المشاة، وهو ذات المنصب الذي يكلف به قادة الجيش الذين يراد تهميشهم وانهاء خدماتهم العملياتية.
وجاءت هذه القرارات على وقع فشل متكرر من قبل أدليشتاين في مواجهة المقاومة في الضفة المحتلة وقطاع غزة، حيث واجهت الوحدة التي يقودها في العام 2000 أزمة عندما فشلت محاولتها اعتقال القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمود أبو هنود، وقتل على اثرها ثلاثة من جنود الوحدة وتمكن أبو الهنود من الخروج من المكان بسلام رغم محاصرته بشكل كامل من قبل قوات أدليشتاين.
في أعقاب العملية، أعلن ادلشتاين استقالته من منصبه، فيما فتحت قيادة الجيش الصهيوني التحقيق في هذا الفشل وتم الاقرار بضرورة ايقاف عمل الوحدة المسئولة واعادة تدريب وحدات الجيش على مثل هذه العمليات حتى لا يقع الجنود في مثلها مستقبلاً.
الفشل في حرب لبنان
في العام 2006 تم تعيينه قائداً للواء نحال (لواء مشاة) وبعد وقت قليل اندلعت الحرب مع لبنان وقاد الجنود هنالك في معارك ميدانية في القرى اللبنانية إلا أن لواءه تكبد الكثير من الخسائر خلال تلك المعارك، ووقع في اللواء عشرات القتلى والجرحى، وأبرز تلك الاخفاقات معركة وادي السلوقي (وادي الموت)، التي دمر فيها حزب الله عشرات الدبابات الاسرائيلية في كمين محكم.
وكان الاخفاق خلال معركة وادي السلوقي أن قيادة الجيش الصهيوني نشرت لواء نحال على المرتفعات القريبة من القرى اللبنانية وبقرب الوادي لحماية رتل الدبابات التي تتجه لوادي الليطاني، إلا أن لواء نحال فشل في هذه المهمة بشكل فاضح.
وبعد ظهور نتائج التحقيقات التي أجراها الجيش الاسرائيلي عن حرب لبنان المسماة "فينوغراد" قرر الجيش انهاء قيادته للواء نحال، وعلى اثرها انتقل للدراسة في جامعة الدفاع الوطني NDU في واشنطن، ليعود على إثرها في العام 2010 ويعين قائداً للمشاة والمظليين برتبة ضابط عميد.
الفشل في حجارة السجيل
وفي نوفمبر 2012 تم تعيينه قائد فرقة غزة، وقد كان آمراً لعملية عامود السحاب، إلا أنه فشل في تحقيق أهداف تلك الحرب ولم يتوقع أن تقصف المقاومة الفلسطينية حينها مدينة تل أبيب بصواريخ m75.
بوابة المجهول
تعرضت القوات التابعة لأدليشتاين على حدود غزة لضربة كبيرة بعد اكتشافها لنفق تابع للمقاومة يمتد من شرق خانيونس حتى مستوطنة العين الثالثة داخل الأراضي المحتلة، حيث عمدت المقاومة لتفجير النفق بالوحدة التي أرادت اكتشاف النفق وتدميره ما أدى لإصابة أربعة من الخبراء في وحدة الهندسة الخاصة بمكافحة الأنفاق "يهلوم" والتي تعمل في إطار فرقة غزة التي يقودها أدليشتاين.
وتجلى الفشل في عدم قدرة الجيش كشف أنفاق أخرى رغم اعلان أدليشتاين اجراء عمليات حفر عميقة للبحث عن الأنفاق عبر الجرافات الثقيلة في محاولة لمكافحتها.
الفشل في العصف المأكول
معركة العصف المأكول كانت القاصمة لظهر أدليشتاين التي على إثرها قررت قيادة الجيش نقله من منصبه لقيادة فرقة سيناء وادارة قادة تدريب وحدات المشاة في النقب.
وقد ظهر فشل أدليشتاين خلال هذه المعركة على عدد من المحاور أبرزها العمليات البرية على حدود قطاع غزة وفشل منع أسر جنود، فيما تجلى الفشل الآخر في مواجهة أنفاق غزة.
وقد تكبدت القوات التي يقودها أدليشتاين خسائر فادحة في قطاع غزة جعلته يصب جام غصبه على التقديرات الاستخبارية بعد الأوامر له بسحب جنوده من قطاع غزة منتصف "عملية الجرف الصامد".