قائد الطوفان قائد الطوفان

"رائد العطار" يعود إلى رفح مجددًا!

المولود
المولود

الرسالة نت – محمود فودة

"تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح"، على صدى هذه الكلمات تلمس المولود "رائد العطار" عتبة حياته، علّه يحتل جزءًا من حديث الناس ويأخذ نصيبًا من سيرة القائد القسامي.

الشاب طارق برهوم (25 عامًا) أصّر أن يُكرم قادة القسام على طريقته الخاصة، فأطلق على مولوده الجديد اسم "رائد العطار" تيمنًا بالقائد القسامي رائد العطار الذي ارتقى في غارة إسرائيلية خلال العدوان على غزة.

عاد القائد إلى رفح بالاسم، وتعالت مع عودته زغاريد استقباله. "أويها ويا أبو أيمن يا غالي، أويها وأنت الأسد القسامي، أويها وسمينا الولد على اسمك الناري". بهذه الكلمات صدحت حنجرة والدة طارق في استقبال حفيدها الجديد.

رائد العطار قائد لواء رفح ورفيقاه المحمدين أبو شمالة وبرهوم يحظون بشعبية واسعة في كل محافظات القطاع، ويزداد منسوبها في مسقط رأسهم برفح. واستشهد جميعهم في غارة إسرائيلية خلال استهداف منزل كانوا يتجمعون به.

الشاب طارق تحدث لـ "الرسالة نت" وهو يحضن طفله الجديد: "أبو أيمن اللي مرغ أنوف اليهود على أرض غزة غالي على قلوبنا كثير، وفراقه كان صعبًا علينا وعلى كل محبي رجال المقاومة".

يقول طارق: "زوجتي جاءها المخاض في اليوم السابق لليلة استشهاد العطار، إلا أن قدر الله شاء أن تتأخر الولادة ليومين آخرين، فجاء رائد الطفل بعد استشهاد القائد ليحظى بشرف الاسم".

المولود رائد العطار الذي استقبل بعصبة زينت رأسه حملت شعار كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، فيعلل والده ذلك بقول: "إن شاء الله بكون أحد أبطال المقاومة مثل رائد العطار".

ويضيف والد الطفل: "في لحظة وصول خبر استشهاد القادة، أنذرت إن رزقني الله طفلا، سأطلق عليه اسم رائد العطار، وهذا أقل ما نقدمه مقارنة بتضحيات الشهيد القائد".

القائد العطار المكنى بأبي أيمن يتمتع بروح اجتماعية مكنته من التواصل مع أبناء منطقته في مخيم يبنا بشكل مستمر، رغم ظروفه الأمنية المعقدة، فكان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم.

وحول اللحظات الأولى لرؤية طفله يقول طارق: "بعد أن رددت في أذنه كلمات الآذان، أتبعتها بدعوة اللهم إن أدعوك بأن يكون ابني ممن يفدون فلسطين بدمائهم كالقائد العطار".

وفي قصة مشابهة لحكاية العطار.. أطلق شابٌ آخر على مولودته الجديدة اسم "وعد القسام"، التي رزق بها تزامنًا مع انتهاء العدوان على غزة، وانتصار المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني.

ويقول الشاب محمد بربخ والد الطفلة لـ "الرسالة نت": "المقاومة أبهرتنا بإنجازاتها العسكرية على مدار 51 يومًا من الحرب الاسرائيلية على غزة، وحقُ علينا أن نكرمها بكل ما نستطيع ونفديها بأرواحنا".

"كتائب القسام أوفت بوعدها بأن مرغت أنوف جيش الاحتلال بالتراب، قتلت وجرحت وأسرت" يقول بربخ ويتساءل بعدها: "ألا يكفي كل ذلك بأن يكون سببًا في تسمية طفلتي وعد القسام؟!".

ثقافة المقاومة التي تستشري في أوساط الشعب الفلسطيني، بانت مظاهرها على نواحي حياتهم اليومية ابتداءً من الدعم المباشر ومرورًا بالدعاء والمساندة، وليس انتهاءً بتسمية أبنائهم تيمنًا بأسماء قادة المقاومة ورموزها.

البث المباشر