أطلقت مؤسسات ثقافية في تركيا جائزة دولية لـ"أدب العودة" إلى فلسطين في مجالي الشعر والقصة القصيرة تحمل اسم "جائزة العودة الدولية للآداب".
ويعد الإعلان عن الجائزة استمراراً للأنشطة والبرامج الثقافية التي شهدتها مدن تركية عدة مؤخرا بمبادرات من مؤسسات فلسطينية وعربية لدعم الحركة الثقافية المناصرة لقضية فلسطين.
وستقدم الجائزة للمرة الأولى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيتكرر تقديمها في ذات الشهر مرة كل عامين لتتزامن مع الذكرى السنوية لـوعد بلفور، وإعلانها هذا الشهر يتزامن مع إنشاء مؤسسة "بيت فلسطين للشعر" التي أطلقت الجائزة.
وتوفر أنظمة الجائزة الفرصة للأدباء والكتاب والشعراء الواعدين والمتقدمين على السواء للمشاركة، إذ سيتم تقسيم المشاركين في كل مجال من مجالات المسابقة إلى فئتين: فئة المواهب الواعدة (أقل من 25 عاماً)، وفئة المبدعين (فوق 25 عاما).
الضوابط والشروط
وقال رئيس بيت فلسطين للشعر الشاعر والأديب سمير عطية إن باب الشراكة مفتوح أمام جميع المؤسسات الراغبة في الإسهام في دعم الحركة الثقافية والأدبية من أجل فلسطين، مبيناً أنه سيتم الإعلان عن هوية المؤسسات الشريكة وقيمة الجائزة تبعاً لذلك في وقت لاحق.
وأشار عطية في حديث للجزيرة نت إلى أن باب الاشتراك في المسابقة مفتوح لكافة الناطقين باللغة العربية حول العالم، مؤكداً اكتمال تحديد ضوابط قبول المشاركة في المنافسات لنيل الجائزة.
ومن الشروط أن تُقدم الأعمال باللغة العربية الفصحى، ولا تقبل المكتوبة باللهجات العامية أو بلغات أخرى، وألا يكون العمل المشارك حاصلاً على أي جائزة سابقة. كما يُشترط أن يحدد المرشح الجنس الأدبي الذي يرغب المنافسة فيه وأن يكون العمل منسجماً مع موضوع الجائزة.
ثقافة العودة
وأوضح عطية أن الجائزة أطلقت لتحقيق أهداف عدة من بينها نشر ثقافة العودة، وتعزيز موقعها في الآداب، وإطلاقها كمفهوم في المجتمعات لتحصين الذاكرة الثقافية والإبداعية من التذويب أو التشويه، وتكريس الأبعاد الثقافية في الآداب كأدوار مهمة في صناعة العودة والانتصار.
وأكد الشاعر الفلسطيني المغترب أن فكرة إطلاق الجائزة تكرس العودة في بعدها الثقافي كركيزة في قضية العودة، لبناء الطاقات الإبداعية واستقطاب المواهب لبناء جيل يعمل للعودة.
وعن فتح الباب أمام غير الفلسطينيين للمشاركة في المسابقة، أوضح عطية أن القضية الفلسطينية أخذت بعدا عالميا يجب أن تواكبه الثقافة العالمية عبر تحفيز الأقلام المبدعة للمشاركة في كل عمل في هذا السياق.
نحو العالمية
بدوره، عبّر عضو بيت فلسطين للشعر وأحد المساهمين في إطلاق المسابقة الدكتور مصعب حمود عن قناعته بأهمية نقل أدب العودة إلى البعد العالمي، معتبراً ذلك خطوة أساسية ليحقق الأدب غاياته.
وقال إن الفعاليات الدولية من لقاءات ومسابقات وتجمعات ثقافية توفر البيئة الحاملة لصوت الأديب للعالم بغض النظر عن اللون الأدبي الذي ينتجه.
وأكد حمود أن الجائزة هي الخطوة الأولى والأهم في "مشوار الألف ميل" لتحقيق هذا التوجه، مضيفاً أن رؤية القائمين على هذه الجائزة تتمحور حول حشد الطاقات وتفجير إبداعات الشباب وتجميع القلوب من كل العالم في مسيرة أدبية للعودة إلى فلسطين.
وكان ملتقى أدب العودة الذي عقد في إسطنبول في ذكرى النكبة الفلسطينية في مايو/أيار الماضي قد اتخذ عدة توصيات لإطلاق مشروع تنافسي في أوساط الأدباء المبدعين وتحفيزهم على الكتابة عن قضية العودة ومضامينها ومستجداتها.
كما دعا إلى تأسيس خطاب ثقافي للمواهب الواعدة، والربط بين الموهبة والرسالة والإبداع والقضية.
الجزيرة نت