كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هرئيل" عن خلافات حادة بين جهاز الأمن العام الاسرائيلي "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش "أمان" حول الحرب التي جرت في قطاع غزة.
وأشار هرئيل إلى أن الخلاف في وجهة نظر الجهازين عن بداية الحرب حيث يعتقد الشاباك أن حماس جهزت نفسها للمعركة وخططت لبدء الهجوم على اسرائيل بينما تعتقد أمان أن الحرب جاءت كتدحرج للأحداث وحماس لم ترغب بها.
وأكد هرئيل أن هذا الخلاف انعكس بين أعضاء الكابينت والجهازين الأمنيين حول ثلاثة نقاط هي المعلومات عن مشروع حماس الكبير لبناء أنفاق هجومية وتحليل نواياها عندما بدأت الحرب، بالإضافة لقدرة حماس على الصمود في القتال على لأكثر من 50 يوماً.
وعن تسلسل أحداث المعركة في غزة، كشف أن اسرائيل وافقت على المبادرة المصرية دون التطرق لقضية الأنفاق بل كان التركيز على وقف إطلاق الصواريخ على الرغم من توفر معلومات لدى اسرائيل عن 30 نفق.
وزعم أن ثلث الأنفاق حفرت تحت السياج الأمني المحيط بقطاع غزة وصولاً للمستوطنات الاسرائيلية وبدأ استخدامها بعد رفض العرض المصري حيث أرسلت حماس 13 مسلحاً من النخبة إلى منطقة صوفا، ما دفع الجيش لاستشعار خطر هذه الأنفاق وبدأت الاعلام الاسرائيلي الحديث عنها بإسهاب.
وأوضح أن تلك الليلة قرر فيها الكابينت البدء بعملية برية محدودة يصل عمقها ل 3 كلم داخل القطاع لتدمير 30 نفق هجومي، لكنها جوبهت بمواجهة عنيفة ما كبد الجيش خسائر كبيرة جداً في الأرواح وصلت لـ 65 قتيلا، فيما زادت عمليات التسلل عبر الأنفاق أثناء تواجد الجيش في القطاع ما أدى لقتل 11 ضابط وجندي.
ولفت إلى أن التقصير في تقدير خطر الأنفاق بدأ مطلع العام الماضي عندما عين نتنياهو مستشار الأمن القومي "يعقوب عميدرو" رئيسا لفريق يتابع خطر الأنفاق لكنه لم يتم الحديث عن نتائج عمل الفريق والتي لا تعتبر كثيرة.
وأشار إلى وجود ثغرتين في متابعة الأنفاق أولها فيما يتعلق بتحويل المعلومات المتوفرة عن الأنفاق لخطط فعالية وجدية لمكافحتها أما الأمر الآخر في العلاقة بين الاستخبارات والمستوى السياسي حيث لم يعلم بالأنفاق سوى يعلون ونتنياهو.
وحول أسباب الحرب، أكد أن حماس كانت تعاني من انعدام الأفق بعدما حاربت مصر بقيادة السيسي أنفاقها ومنعت وصول الأموال إليها.
وكشف هرئيل أن الشاباك أعد وثيقة تحذيرية للمستوى السياسي في "إسرائيل" خلال شهر أبريل من هذا العام، تؤكد أن حماس خططت لتنفيذ عملية واسعة النطاق داخل منطقة كرم ابو سالم جنوبي القطاع تفضي لخطف عدد من الجنود يستخدمون بمثابة ورقة مساومة تلزم إسرائيل ومصر على وقف الحرب.