قائمة الموقع

"العربية" عقابٌ للأسرى بمعركة العصف المأكول!

2014-09-10T12:48:05+03:00
داخل احد سجون الاحتلال الاسرائيلي (الأرشيف)
الرسالة نت-عبد الرحمن الخالدي

بدأت المعركة، فتغوّلت طائرات وآلات الحرب "الإسرائيلية" وصبّت جام غضبها على أطفال غزة ونسائها قبل منازلها ومساجدها، حتى أنهتها مُجبرةً بعد صمودٍ أسطوري لأهل غزة ومقاومتها.

معركة دارت رحاها لأكثر من 51 يومًا، شهد القطاع خلالها تدميرًا غير مسبوق في مبانيه وبنيته التحتية، خلّفته قذائف وصواريخ من المفترض أنها محرّمة دوليًا، إلا أن قطاع غزة فيه كل شيء مُستباح.

بحث المحتل خلال أيام عدوانه عن كل ما يمكن أن يُفرغ غضبه عليه، فكان للأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" نصيب كبير من التضييق وتشديد الحصار، إلا ان فرحتهم بالنصر كانت الأعظم.

ثلاثة حروب

أحمد سعيد عبدربه، أسير مُحرر أفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد أيامٍ من انتهاء معركة "العصف المأكول"، التقى به مراسل "الرسالة نت" لفهم صورة الأوضاع داخل السجون خاصة أوقات الحروب التي شنّها الاحتلال على القطاع.

"شهدتُ معركتي الفرقان وحجارة السجيل، وأخيرًا العصف المأكول، إلا أنها كانت الأقسى على الأسرى في السجون ولاقينا خلالها تضييقا تعمّدت سلطات الاحتلال من خلاله كسر إرادتنا وكتم أصواتنا"، بهذه الكلمات بدأ عبدربه حديثه.

اُعتقل أحمد عبدربه إثر اجتياحٍ لقوات الاحتلال عام 2008م، بعد أن دخلت قوات خاصة منزله واعتقلته وعددًا من أهله وأقاربه من عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا، بتهمة انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتحكم عليه بالحبس لست سنوات ونصف.

العربية والعبريتان

يقول عبدربه: "ببدأ العدوان على غزة في شهر رمضان، عشنا أيامًا صعبة من القلق والخوف على أهالي غزة، لا أذكر لحظة ضحكنا فيها أو عشنا حياتنا الطبيعية".

ويوضح عبدربه أن سلطات الاحتلال ومنذ اللحظات الأولى لبدء العدوان تعمّدت إلغاء المحطات التلفزيونية التي كان الأسرى يتابعونها، لتُبقي لهم القناتان الثانية والعاشرة العبريتان، إضافةً إلى قناة "العربية" التي تبث من المملكة العربية السعودية.

ويتابع: "لم تكن تغطية قناة العربية كافية لمتابعة مجريات الأحداث وتطورات العدوان بغزة، فبدأنا بالبحث عن بدائل لذلك مستعينين بالمحطات الإذاعية التي تبث من الضفة المحتلة عبر أجهزة المذياع المتوفرة لدينا".

تعذر عبدربه من الوصول إلى الإذاعات التي تبث من قطاع غزة كإذاعتي الأقصى والقدس جراء ضعف الإرسال في غرفته التي تواجد بها في سجن "ريمون"، فكانت إذاعة الخليل خير وسيلة استطاع من خلالها متابعة جرائم الاحتلال وانجازات المقاومة الفلسطينية.

ويستذكر المحرر تغطية قناة الجزيرة القطرية لأحداث العدوان "الإسرائيلي" على غزة عام 2008م، مُشيدًا بدورها الكبير في تغطية الأحداث لحظة بلحظة ومساهتمها في تسليط الضوء على القضية الفلسطيني ولفت أنظار العالم صوبها.

خطاب القسام

علم عبدربه وباقي الأسرى بأن خطابًا لأبي عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام سيبث بعد لحظات، فتسمّروا وآذانهم صوب سماعة المذياع ليفرحوا بانجازات المقاومة التي تٌشفي غليلهم، وينتظروا خبر أسرٍ يعيد إليهم أمل التحرر من الزنازين.

يقول عبدربه: "ما أن أعلن أبو عبيدة تمكن كتائب القسام من اختطاف الجندي شاؤول آرون، حتى ضجّت السجون وانتفض الأسرى في غرفهم كافة، لتنطلق أصوات التكبير والتهليل التي زلزلت أركان السجون وأثارت الرعب في قلوب السجّانين".

وأكمل لـ "الرسالة نت": "فرحتنا لحظة إعلان الخطف لا توصف، وكأن الحياة عادت إلينا من جديد وضُخّت الدماء في عروقنا، والأسرى كافة لا يزالون في انتظار لحظة التحرير وتنسم الحرية خارج حدود وأسوار زنازين الظلم".

إجراءات عقابية

فرحة الأسرى بعملية الاختطاف لم تكتمل، فغيظ مصلحة السجون دعا قادته لتشديد الحصار أكثر وخنق الأسرى فقلّصت ساعات استراحتهم اليومية من 7 ساعات متقطعة إلى ساعة واحدة، رغم أنها الساعات الوحيدة التي يرون فيها ضوء الشمس ويمارسون بعض أنواع الرياضة خارج الزنزانة.

وتعمّدت سلطات الاحتلال أيضًا تقليص المبلغ المسموح بدخوله شهريًا إلى "الكنتين" لأقل من النصف، ما حرم معظم الأسرى من شراء مستلزماتهم الضرورية من مشرب ومأكل، إضافة لعزل بعض الأسرى انفراديًا كإجراءات انتقامية.

كما منع الاحتلال أي زيارات لأهالي الأسرى في سجونه، خاصة الأسرى من أبناء التنظيمات التي شاركت في صد العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة وأمطرت المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة بعشرات القذائف الصاروخية طوال أيام العدوان.

يختم عبد ربه حديثه بالقول: "ما أن أُعلن الاتفاق على وقف اطلاق النار حتى بدء الأسرى بتهنئة ومعانقة بعضهم البعض وتبادل المباركات والتكبيرات، خاصة أننا تألمنا كثيرًا بعد أن بدأت الطائرات بقصف الأبراج السكنية وإسقاطها بشكل كامل". مشيرًا أن القنوات العبرية كانت تنقل عمليات القصف بشكل مباشر باعتبارها انجازات حرب.

اخبار ذات صلة