بشار أحمد.. كابتن منتخب "الكوماندوز البحري"

الشهيد الرياضي بشار أحمد
الشهيد الرياضي بشار أحمد

الرسالة نت - عبد الرحمن طافش

لم يدُر في خلد عائلة أحمد أن يأتي يوم من الأيام, لتصبح على موعد مع رؤية ابنها بشار الرياضي البارع, والشاب اليافع قد أصبح حكاية وأسطورة تعجز الكلمات عن سردها والحديث عن تفاصيلها.

إذ استشهد بشار في أول أيام العدوان على القطاع خلال عملية بطولية نفذتها وحدة "الكوماندوز البحري" لكتائب القسام في قاعدة "زيكيم" العسكرية.

لاعب في المخيم

بدأ الشهيد ممارسة كرة القدم منذ نعومة أظافره, حيث انضم لفريق الكرة بمدارس المخيم بمختلف مراحلها, وبدت عليه علامات التميز والإبداع, لينضم بعدها لنادي خدمات جباليا, ويلعب مع فرق النادي في مختلف المراحل السنية, حتى وصل به المطاف ليكون لاعبا في الفريق الأول, ويشارك مع الفريق في العديد من البطولات.

حب الشهيد لكرة القدم, لم ينسه وطنه, فكان حاملا لهمّ دينه وشعبه, ومقاوما مجاهدا, ورياضيا مميزا, ترك وراءه سيرة ستكتب بماء الذهب, تخليدا لذكرى شخص صنع بدمائه تاريخا سيبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني الجريح.

التسلق والسباحة

بشار تعوّد الوصول لأهدافه, فكان حريصا على تحقيقها وألا يحول بينه وبينها أحد, ففي صغره تسلق جدران المدارس للوصول لملاعبها واللعب فيها, وها هو اليوم يكبر الطفل ليصبح بطلا, فلم يعد تسلُّق الجدران للعب كرة القدم هدفا يستهوي شهيدنا, فالهدف الأكبر أصبح الحصول على بطولة النصر أو الشهادة, والتي تحتاج لأكبر وأعظم من التسلق على الجدران.

تخلى شهيدنا بشار عن حبه الأول "كرة القدم", والتعلق بحب جديد امتلك قلبه وعقله, فكانت السباحة هي الرياضة الجديدة التي أسرت وجدانه.

السباحة جعلت من بشار غواصا وسباحا ماهرا, فعانق ببراعته وأناقته أمواج بحر غزة, وصاحب رماله, ولم يعطِ لزبده أي اهتمام كونه زائل, لأنه كان على يقين بأن البطولة والشهادة تحتاجان للحقيقة والعمل لا الزبد.

اختار شهيدنا بشار خوض البطولة "الكبرى", ليكون ضمن الأبطال المتوّجين بأفضل البطولات وأعرقها, فكانت "الشهادة" البطولة التي سعى لتحقيقها والفوز بها.

قائد منتخب "الكوماندوز"

شخصية بشار القوية, وبراعته في السباحة, جعلته الاختيار المناسب, ليكون ضمن الفريق المنتخب لخوض البطولة الكبرى في قاعدة "زيكيم", والتي هي بكل تأكيد صعبة بل مستحيلة على كبار السباحين في العالم, فلم يكن باستطاعة أمهر السباحين ولا الغواصين خوض منافسات تلك البطولة, فشتان بين بطولات في أحواض السباحة المغلقة وأخريات في بحر غزة المحاط بالبوارج الحربية (الإسرائيلية).

ومع مرور الوقت أصبح بشار أحد أفضل عناصر منتخب "الكوماندوز البحري", وبات نجما لامعا فيه, قبل أن يقع الاختيار عليه ليكون قائدا للفريق المشارك في بطولة "زيكيم".

أثبت شهيدنا خلال منافسات البطولة أنه على قدر المسؤولية لتمثيل فلسطين, فأبدع رفقة زملائه وحقق المراد بنيل الشهادة وزعزعة الأمن (الإسرائيلي) في أحد أخطر المسابقات في العالم.

ورغم أن "زيكيم" مثّلت المشاركة الأولى لمنتخبنا "الكوماندوز البحري", إلا أن جميع المحللين والمتابعين تفاجؤوا بالخطط التكتيكية الرائعة التي نفذها لاعبونا خلال المواجهة مع (إسرائيل).

وبهذا ستبقى أهداف شهدائنا في بطولة "زيكيم" محفورة في ذاكرة من عايشها, فربح البيع بشار وإخوانه, وكان النصر النتيجة, والشهادة الجائزة.

البث المباشر