قائمة الموقع

انتصار غزة يشفي صدر محمد وحسين النجار

2014-09-13T12:49:11+03:00
(صورة من الأرشيف)
الرسالة نت – معاذ مقداد

من قلب الألم ينبت الأمل، فلم تعد كُبرى المصائب تفُت في عضد سكان غزة، الذين قهروا أعتى جيوش الشرق الأوسط وأجبروه على الاستسلام أمام صمودهم ووقوفهم بجانب المقاومة.

وبعد واحدٍ وخمسين يومًا من القتل والدمار، فقد خلالها حسين النجار جميع أفراد عائلته، ولم يأل جُهدًا أن يقف شامخًا وسط آلاف الجماهير التي خرجت احتفالًا بانتصار غزة ومقاومتها.

ولم يترك حسين وشقيقه للحزن مكانًا بينهم في لحظات انتصار إرادة الشعب والمقاومة، فخرجوا بعبارات التأكيد أن المقاومة وحدها من ستأتي بحقهم وسيدفع الاحتلال ثمن جريمته غاليا.

وخرج الآلاف من أبناء غزة في مسيرات جابت شوارع القطاع، فرحًا وابتهاجًا بانتصار المقاومة أواخر أغسطس، فيما كان أول من خرج ذوي الشهداء والجرحى والنازحين من بيوتهم، لا سيما النساء والأطفال.

وبعد احتفال النصر، فإن مشاهد الحزن لم تكد تغيب عن بيت من بيوت القطاع، ومُصاب بعضهم وصل حدًا لا يُطاق، فلم يستطع الرجال قبل الأطفال إخفاء دموعهم على فقدانهم الأحباب.

وبالعودة لما عاشه حسين وشقيقه محمد ليلة قتل قوات الاحتلال أفراد عائلتهم، فإن حسين صدح بكلماتٍ ممزوجة بالقهر والغضب "ما ضل إلا أنا وأخوي، ويا ريتنا لحقناهم شهداء، ما في أيّ شيء يستحق الحياة".

مجزرة دموية لم يسبق لها مثيل، ارتكبتها طائرات الاحتلال راح ضحيتها 21 شهيدًا من المنزل المكون من ثلاثة طوابق، أي أن كل من كان بالمنزل أصبح في عِداد الشهداء، ليلحقوا بركب شهداء حرب غزة.

وبينما يشتم تراب ما كان يومًا منزل العائلة الجميل، لم تسعف الكلمات الشاب حسين فعبر عما يختلج قلبه ببضع كلمات صاحبتها الدموع "ريحة أمي وأبوي هنا، الله يرحمهم ويسهل عليهم".

ويروي الشقيق الآخر مشهد القصف المباشر للمنزل الممتلئ بالآمنين، "كنا نتسحر ولحظة شرب الشاي(..)، وفجأة النار اشتعلت لثوان وكل شيء أصبح ظلام"، في تلك اللحظات القليلة كانت الطائرات الاسرائيلية ألقت حممها تجاه المنزل لتقتل كل من كان بداخله.

يقول حسين وسط حسرة كبيرة، "استيقظت من الغيبوبة ووجدت نفسي في المستشفى(..)، خرجت بسرعة واستقبلت عائلتي، وكلهم وصلوا المستشفى شهداء ".

"حاسس إني وحيد وما عندي حد بالدنيا، لما أتفرج على الشهداء بأشعر بالحزن وبدي أبكي"، لا ضير بذلك، "فالرجال يبكون في لحظة الحدث الجلل"، فمحمد فقد والديه وجميع إخوانه وأطفالهم.

إبراهيم النجار قريب العائلة شاهَد لحظة القصف عيانًا فقد تطايرت حجارة منزل أقاربهم فوق منزله وأحدثت أضرارًا كبيرة، ويروي من فوق ركام المنزل، "توجهت لغرفة الأطفال وانتشلتهم جميعًا وأخذتهم لغرفة آمنة".

فورًا توجه إبراهيم صوب المنزل ليجد الطوابق الثلاث قد أصبحت حفرة كبيرة، وانتشل الناجين محمد وحسين، فيما وجد عمه وأطفاله الآخرين شهداء بجوارهم.

عاد حسين الشاب الصامد فوق ركام منزله ليختم حديثه بالقول، "سأبني بيتا وأتزوج من جديد وأكمل حياتي بإذن الله".

ورغم كل ما مرّ به الفلسطينيون في قطاع غزة من حروب ومآسٍ شديدة استشهد خلالها آلاف الأبرياء إلا أن ثبات الشعب والمقاومة لم يترك "لإسرائيل" مجالًا لكسر عزيمتهم وتحقيق الانتصار المنشود.

اخبار ذات صلة